الجديد

ثمانية معجزات l سيدنا عيسى عليه السلام

 

ثمانية معجزات l سيدنا عيسى عليه السلام


ثمانية معجزات l سيدنا عيسى عليه السلام

معجزات سيدنا عيسى عليه السلام 

سيدنا عيسى عليه السلام، أحد أولي العزم من الرسل، أرسله الله سبحانه وتعالى برسالة التوحيد إلى بني إسرائيل. منحه الله معجزات عظيمة تأييدًا لرسالته ودلالة على صدقه. وتتميز معجزاته بارتباطها بأحداث خارقة للطبيعة، دالة على قدرة الله وإظهار مكانة عيسى كنبي ورسول. وفيما يلي أبرز معجزاته:

 

1- ولادته بلا أب

ولادته من مريم العذراء كانت المعجزة الأولى. قال الله تعالى:

"إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ يَـٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍۢ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ..." (سورة آل عمران: 45).

ولادته من غير أب كانت دليلًا على قدرة الله المطلقة، كما خلق آدم من غير أب أو أم.

 

2- كلامه في المهد

 

تكلم عيسى عليه السلام في المهد عندما اتهم بنو إسرائيل أمه مريم بالزنا. قال:

"قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ ٱلْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا" (سورة مريم: 30).

كانت هذه المعجزة براءة لأمه مريم ودلالة على نبوته منذ مولده.

 

3- إحياء الموتى بإذن الله

 

من أعظم معجزاته أنه كان يحيي الموتى بإذن الله، كإحياء ابنة رجل فقير وشاب كان يُحمل للدفن، مما أثبت قدرة الله من خلاله.

 

4- شفاء المرضى بإذن الله

شفاء المرضى بإذن الله من أعظم معجزات سيدنا عيسى عليه السلام، وهو أمر ذكره الله تعالى في القرآن الكريم كدليل على نبوته وصدق رسالته. لقد أيّده الله بهذه المعجزات الخارقة لإثبات رسالته لبني إسرائيل، حيث جاء ليعيدهم إلى التوحيد والحق.

 

ذكر المعجزة في القرآن الكريم:

قال الله تعالى على لسان سيدنا عيسى عليه السلام:

 

"وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ"

]سورة آل عمران: 4]

 

الأكمه: هو الذي ولد أعمى.

الأبرص: هو الذي يعاني من البرص، وهو مرض جلدي صعب العلاج.

إحياء الموتى: معجزة عظيمة تفوق قدرة البشر، قام بها سيدنا عيسى بإذن الله، مما أذهل الناس وأكد لهم أنه مرسل من عند الله.

الدروس المستفادة:

التأكيد على قدرة الله المطلقة: إن هذه المعجزات لم تكن بسيدنا عيسى نفسه، بل كانت بإذن الله وقدرته، مما يدل على أن الله هو الشافي.

إثبات النبوة:

 

كانت هذه المعجزات وسيلة لإقناع بني إسرائيل برسالة سيدنا عيسى.

تعليم الرحمة:

 

تجسد معجزات الشفاء الرحمة الإلهية التي أظهرها سيدنا عيسى للمرضى والمنكوبين.

كيف نتعلم من هذه المعجزات؟

علينا أن نتذكر دائماً أن الشفاء من الله وحده، وأن نلجأ إليه بالدعاء والتضرع في كل مرض ومحنة، مع الأخذ بالأسباب الطبية التي أتاحها الله لنا.

كان يشفي الأكمه (الذي وُلد أعمى) والأبرص بكلمة أو لمس، بإذن الله. قال الله تعالى:

"وَأُبْرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ..." (سورة آل عمران: 49).

 

5- خلق الطير من الطين بإذن الله

 

خلق الطير من الطين بإذن الله هو إحدى المعجزات العظيمة التي أيّد الله تعالى بها سيدنا عيسى عليه السلام، وهو أمر ذكره القرآن الكريم كدليل على نبوة سيدنا عيسى وصدق رسالته إلى بني إسرائيل.

 

ذكر المعجزة في القرآن الكريم:

قال الله تعالى على لسان سيدنا عيسى عليه السلام:

 

"وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي"

[سورة المائدة: 110[

 

وفي آية أخرى:

 

"أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ"

[سورة آل عمران: 49]

 

تفاصيل المعجزة:

كان سيدنا عيسى عليه السلام يأخذ الطين ويصنع منه شكلاً كهيئة الطير.

بعد ذلك ينفخ فيه، فيتحول إلى طير حي بإذن الله تعالى.

هذه المعجزة ليست من قدرة سيدنا عيسى نفسه، وإنما هي بإذن الله عز وجل، مما يبرز عظمة الخالق الذي وهب نبيه هذه المعجزة.

الدروس المستفادة:

إظهار قدرة الله تعالى: هذه المعجزة تدل على أن الله وحده هو الخالق والمحيي، وأن ما فعله سيدنا عيسى كان بإذن الله.

إثبات النبوة: كانت هذه المعجزة دليلًا لبني إسرائيل على صدق رسالة سيدنا عيسى، حيث إنها أمر خارق للعادة لا يقدر عليه البشر.

التأكيد على التوحيد: على الرغم من عظمة هذه المعجزة، فإنها تؤكد أن سيدنا عيسى عبد لله ورسوله، وأن كل ما فعله كان بإرادة الله ومشيئته.

التأمل في المعجزة:

خلق الطير من الطين يذكرنا بخلق الإنسان نفسه، حيث خلق الله آدم من طين ونفخ فيه من روحه. وبالتالي، فإن معجزة سيدنا عيسى تعيدنا إلى التأمل في قدرة الله المطلقة، وأنه وحده القادر على الخلق والإحياء.

 

كان يصنع من الطين شكل طائر ثم ينفخ فيه فيصير طائرًا حيًّا بإذن الله. قال تعالى:

"أَنِّىٓ أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ..." (سورة آل عمران: 49).

 

6- نزول المائدة من السماء

 

نزول المائدة من السماء من أبرز المعجزات التي أيد الله بها سيدنا عيسى عليه السلام، وهي معجزة فريدة تمثل استجابة مباشرة لدعاء سيدنا عيسى وحوارييه، وقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة المائدة، وهي السورة التي أخذت اسمها من هذه الحادثة العظيمة.

 

ذكر المعجزة في القرآن الكريم:

قال الله تعالى:

 

"إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ"

(سورة المائدة: 112-115).

 

تفاصيل المعجزة

طلب الحواريين: طلب الحواريون من سيدنا عيسى أن يسأل الله إنزال مائدة من السماء ليأكلوا منها ويطمئنوا إلى صدق رسالته.

تحذير سيدنا عيسى: دعاهم سيدنا عيسى إلى تقوى الله والإيمان به، وبيّن لهم أن الإيمان بالغيب أسمى من طلب المعجزات.

الدعاء واستجابة الله:

بعد أن أوضحوا رغبتهم في زيادة اليقين، دعا سيدنا عيسى الله تعالى لينزل عليهم مائدة تكون عيدًا وآيةً لهم.

تحذير الله:

بعد استجابة الدعاء وإنزال المائدة، حذر الله من الكفر بعد هذه المعجزة، إذ سيكون عذابه شديدًا لمن يكفر بعد رؤية هذه الآية.

الدروس المستفادة:

الإيمان بالغيب: طلب الحواريين المائدة كان لتعزيز إيمانهم، لكن الإيمان الحقيقي يعتمد على التصديق بغير الحاجة إلى معجزات ملموسة.

رحمة الله ورزقه:

المائدة تذكرنا بسعة رحمة الله ورزقه الذي لا حدود له.

خطورة الكفر بعد الآيات: الكفر بعد رؤية الآيات البينة يؤدي إلى عذاب عظيم؛ لأن هذه الآيات تأتي لتثبيت الحق وإقامة الحجة.

تأملات:

نزول المائدة يمثل درسًا للبشرية في أهمية التوكل على الله والشكر لنعمته. كما أن تسمية السورة بـ "المائدة" يشير إلى مركزية هذه الحادثة في حياة سيدنا عيسى ودعوته لبني إسرائيل.

استجاب الله دعاء عيسى عندما طلب منه الحواريون مائدة من السماء، فأنزلها الله كمعجزة عظيمة. قال تعالى:

"قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآئِدَةً۬ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ..." (سورة المائدة: 114).

 

7- علمه بالغيب بإذن الله

 

كان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم. قال الله تعالى:

"وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمۡ" (سورة آل عمران: 49).

 

8- رفعه إلى السماء

 

عندما تآمر بنو إسرائيل لقتله، أنجاه الله ورفعه إليه حيًا. قال الله تعالى:

"بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ" (سورة النساء: 158).

سيعود عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليقيم العدل وينهي الظلم.

وفي النهاية

معجزات عيسى عليه السلام كانت دلالات واضحة على نبوته، وكانت جميعها مرتبطة بعقيدة التوحيد وإثبات قدرة الله على كل شيء.

 

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -