الجديد

الاتفاقات الابراهيمية l إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط

 

الاتفاقات الابراهيمية l إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط


الاتفاقات الابراهيمية l إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط


الاتفاقات الإبراهيمية 

 

سوف نتعرّف صديقي  في الدقائق التالية على الاتفاقات الابراهيمية

تابع معنا للنهاية لنتعرَّف على

مفهومها، جذورها، وأبعادها ونتائجها السياسية

والاقتصادية والاجتماعية

ونبدأ بـ

تعريف الاتفاقات الإبراهيمية

الاتفاقات الإبراهيمية

هي سلسلة من اتفاقيات السلام والتطبيع التي وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية بدءًا من عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

 تشمل هذه الاتفاقيات تعزيز العلاقات السياسية، الاقتصادية، والثقافية بين الموقعين، وهو ما يُعتبر تحولاً استراتيجيًا في العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية بعد عقود من القطيعة أو العداء.

تسمية الاتفاقات "الإبراهيمية"

سُميت الاتفاقات بـ"الإبراهيمية" نسبةً إلى النبي إبراهيم عليه السلام،

الذي يُعتبر شخصية جامعة في الديانات السماوية الثلاث (الإسلام، اليهودية، والمسيحية).

الهدف من التسمية هو إضفاء طابع ديني وإنساني على الاتفاقيات لتسويقها كجسر للسلام بين الشعوب.

 

الدول الموقعة على الاتفاقات

الإمارات العربية المتحدة:

كانت أول دولة خليجية توقع الاتفاقية مع إسرائيل في 13 أغسطس 2020.

ركزت الاتفاقية على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي بين الجانبين.

سمح الاتفاق للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي الإماراتي، مما شكل تحولًا كبيرًا في العلاقات.

البحرين:

 

أعلنت البحرين انضمامها للاتفاقية في 11 سبتمبر 2020.

البحرين تعد دولة صغيرة لكنها ذات أهمية استراتيجية، وتوقيعها الاتفاقية يعكس تحالفًا مع التوجهات الإماراتية والدعم الأمريكي.

السودان:

 

في أكتوبر 2020، أعلن السودان تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل إزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

الاتفاقية أثارت جدلًا داخليًا في السودان نظرًا لرفض قطاعات واسعة من الشعب السوداني لفكرة التطبيع.

المغرب:

 

في ديسمبر 2020، أعلنت المغرب تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

ركزت الاتفاقية على تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، مستفيدة من الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل.

الأهداف المعلنةُ للاتفاقات الإبراهيمية

تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة: تم الترويج للاتفاقات كوسيلة لإنهاء العداء بين العرب وإسرائيل وفتح آفاق جديدة للتعاون.

تخفيف النزاعات الإقليمية: ركزت الاتفاقيات على تقديم إسرائيل كشريك في مواجهة التهديدات المشتركة، مثل إيران.

تحقيق مكاسب اقتصادية: تتضمن الاتفاقات مشاريع مشتركة في مجالات التكنولوجيا، السياحة، الزراعة، والطاقة.

الأسباب وراء توقيع الاتفاقات

الضغط الأمريكي:

 

إدارة ترامب لعبت دورًا رئيسيًا في دفع هذه الاتفاقات، مستخدمة الحوافز الاقتصادية والسياسية.

إدارة ترامب وَعَدَتْ بعض الدول، مثل السودان والمغرب، بمكاسب ملموسة مثل إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

المخاوف الإقليمية من إيران:

 

إيران تعتبر تهديدًا مشتركًا لإسرائيل والدول الموقعة، مما ساهم في بناء تحالف ضمني بين الطرفين لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

المكاسب الاقتصادية:

 

توقعت الدول الموقعة أن تفتح الاتفاقات مجالات جديدة للاستثمارات والتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة.

تغيُّر الأولويات العربية:

 

القضية الفلسطينية لم تعد على رأس أولويات بعض الدول العربية، التي باتت تركز أكثر على القضايا الاقتصادية والأمنية المحلية.

 

ردود الفعل على الاتفاقات

الفلسطينيون:

 

أدانت القيادة الفلسطينية الاتفاقات، واعتبرتها خيانة للقضية الفلسطينية وتجاوزًا لمبادرة السلام العربية التي تنص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي قبل تطبيع العلاقات.

شنت الفصائل الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، حملة واسعة ضد هذه الاتفاقيات.

إيران:

 

انتقدت الاتفاقات بشدة ووصفتها بـ"خيانة الأمة الإسلامية".

اعتبرت أن هذه الاتفاقات تهدف إلى تعزيز التحالف العربي-الإسرائيلي ضد طهران.

المجتمع العربي:

 

كانت ردود الفعل متباينة، إذ أيدت بعض القطاعات الاتفاقيات على أمل تحقيق السلام، بينما رفضتها قطاعات واسعة ترى أن التطبيع يعزز الاحتلال الإسرائيلي.

أبعاد الاتفاقات الإبراهيمية

سياسية:

 

تمثل الاتفاقات تغييرًا جذريًا في مسار العلاقات العربية-الإسرائيلية، حيث انتقلت من الصراع إلى التعاون العلني في بعض الحالات.

تؤكد الاتفاقات إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط.

اقتصادية:

 

تفتح الاتفاقات فرصًا كبيرة للاستثمارات المشتركة في مجالات التكنولوجيا، الطاقة، السياحة، والزراعة.

بدأت شركات إسرائيلية وإماراتية بالفعل مشاريع مشتركة، بما في ذلك خطوط طيران مباشرة.

أمنية:

 

الاتفاقات تُظهر تحالفًا ضمنيًا ضد التهديدات الإيرانية، مما يعزز التعاون الأمني بين إسرائيل وبعض الدول العربية.

الانتقادات الموجهة للاتفاقات

تجاهل القضية الفلسطينية: 

اعتبر الكثيرون أن الاتفاقات جاءت على حساب القضية الفلسطينية، حيث لم تقدم أي التزامات لإنهاء الاحتلال أو إقامة دولة فلسطينية.

 

تطبيع مجاني

: يرى المنتقدون أن الدول العربية قدمت لإسرائيل مكاسب كبيرة دون الحصول على تنازلات حقيقية.

 

تعزيز الانقسام العربي: 

الاتفاقات عمقت الانقسامات داخل العالم العربي بين الدول المطبعة وغير المطبعة.

ونصِلُ إلى السؤال الأهم في موضوعنا اليوم

وهو

ما تأثير انضمام السعودية الى الاتفاقات الابراهيمية
التأثيرات المحتملة على السعودية

1. سياسياً ودبلوماسياً

تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة:

السعودية، كحليف رئيسي للولايات المتحدة، قد تجد في الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية وسيلة لتحسين العلاقات مع واشنطن، خاصة بعد التوترات الأخيرة بشأن قضايا حقوق الإنسان والسياسات النفطية.

 

إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية:

إذا انضمت السعودية، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز التحالف العربي-الإسرائيلي ضد إيران، التي تعتبرها السعودية التهديد الأكبر في المنطقة.

 

2. اقتصادياً

فتح فرص جديدة للاستثمار:

يمكن أن يؤدي تطبيع العلاقات إلى شراكات اقتصادية مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، والطاقة. هذا ينسجم مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.

 

تعزيز السياحة الدينية والتعاون الثقافي:

قد تستفيد السعودية من زيادة أعداد السياح اليهود لزيارة المواقع التاريخية ذات الأهمية الدينية في المملكة.

 

3. اجتماعياً ودينياً

الجدل المحلي:

قد يثير الانضمام للاتفاقات الإبراهيمية معارضة داخلية من بعض القطاعات المحافظة في المجتمع السعودي، حيث أن القضية الفلسطينية تظل محوراً عاطفياً ومبدئياً لكثير من السعوديين.

 

وفي النهاية

الاتفاقات الإبراهيمية تشكل منعطفًا تاريخيًا في الشرق الأوسط، إذ أنها أعادت رسم خريطة العلاقات العربية-الإسرائيلية، لكنها في الوقت نفسه أثارت تساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية وتأثيرها على وحدة العالم العربي. وبينما يرى المؤيدون أنها فرصة للسلام والتنمية، يعتقد المعارضون أنها خطوة نحو التطبيع المجاني دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

 

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -