الجديد

الحرب العالمية الأولى l صراع استعماري غيَّر وجه أوروبا - أصل الحكاية

 أسباب ونتائج الحرب العالمية الأولى


الحرب العالمية الأولى  l صراع استعماري غيَّر وجه أوروبا - أصل الحكاية 

                 حرب غيّرت وجه أوروبا وبدّلت الخريطة السياسية للعالم

مقدمة

الحرب العالمية الأولى تلك الحرب التي غيرت مسار التاريخ، فقد أدت إلى سقوط امبراطوريات، وتفتت دول، وقيام أخرى جديدة.

حيث غيرت الخريطة السياسية والجغرافية في العالم، فقد تفككت الإمبراطورية العثمانية وأدت إلى قيام جمهورية في ألمانيا والثورة البلشفية في روسيا وإنهاء عهد القياصرة، وانهيار الإمبراطورية النمساوية.

وقد شكّلت الحرب العالميّة الأولى الصدمة الكُبرى للبشريّة ، وذلك بسبب ضخامة الخسائر البشريّة من قتلى وجرحى ، وضخامة الخسائر الاقتصاديّة ، التي لم يعرف لها العالم مثيل من قبل.

 فقد كانت الحرب العالمية الأولى إحدى أكثر الحروب التدميرية في التاريخ المعاصر، على المستوى البشري والإنساني والاقتصادي.

وعلى الرغم من عدم وجود إحصاء دقيق لعدد القتلى من العسكريين والمدنيين ، ولكن هناك اتفاق على أن عدد القتلى من الصراع المباشر من العسكريين قد بلغ عشرة مليون جندي ، وهو عدد لم تمر به البشريّة من قبل.

أما عن عدد الإصابات فمن المقدر إصابة قرابة  21 مليون إنسان في المعارك.

ولقد كان العدد الأكبر من القتلى العسكريين من نصيب ألمانيا وروسيا،  فقد خسرت كل دولة ما يجاوز المليون و700,000 إنسان ، وكذلك فقدت فرنسا ستة عشر بالمائة من قواتها المجندة، وهو أعلى معدل وفيات بالنسبة إلى القوات المنتشرة.

وكذلك فقد توفى ما يصل إلى 13 مليون من المدنيين  كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للمعارك ،  وارتفعت الوفيات العسكرية والمدنية في نهاية الحرب مع انتشار "الإنفلونزا الإسبانية" وهي أكثر أوبئة الإنفلونزا المميتة في التاريخ.

    

    لمتابعة أصل حكاية محمد على وسقوط الدولة السعودية الأولى 

    اضغط على الرابط التالي ( من هُنا

أصل الحكاية

إذا لماذا قامت الحرب العالمية الأولى ؟ ومن أطرافها ؟ وما أهم نتائجها على الأصعدة العسكرية والبشرية والعلمية؟

تعالوا معاً نتجول في جنبات التاريخ لنتبين أسرار الحرب العالمية الأولى، وما هو أصل الحكاية ؟

البداية ، والوفاق الودي البريطاني الفرنسي

 

بعد وفاة الملكة فيكتوريا في‏23‏ يناير‏1901م،‏ اعتلي ادوارد السابع عرش إنجلترا، الذي كان له حياة وتاريخ في باريس عندما كان أميراً لإمارة ويلز،

وفي حينه  أدركت الحكومتان الفرنسية والانجليزية‏،‏ أنهما في مركز يسمح لهما بإبرام صفقة استعمارية رابحة لكلتيهما‏،‏ وكانت نتيجة الصفقة التي تمت عام‏ 1904‏م اعتراف فرنسا بالحقوق الخاصة التي كسبتها انجلترا في مصر‏.

‏ واعتراف انجلترا بمركز فرنسا الخاص في مراكش‏،‏ وبموجب اتفاق سري تم تعين حدود منطقة النفوذ الفرنسي في مراكش ‏،‏ وفي نفس الوقت تم تسوية الخلافات البارزة بين البلدين في نيوفوندلاند وسيام ومدغشقر وجزر هبريد الجديدة‏.‏
وفي 8 ابريل 1904م م تم توقيع "الاتفاق الودي" بين فرنسا وبريطانيا لانهاء النزاعات حول المستعمرات في شمال افريقيا، وغيرها من مناطق الصراع الاستعماري

 

الخلفية الاستعمارية للصراع البريطاني الفرنسي وصولا إلى الاتفاق الودي


جاء الاتفاق الودي بعد صراع مرير  بين انجلترا وفرنسا‏،‏ خاصة بعد حروب نابليون ومعاهدة فيينا عام ‏م 1815،‏  تلك المعاهدة التي جعلت كلا من فرنسا وانجلترا يدخل في صراعات من أجل السيادة والسيطرة والتسابق الذي ظهر في مصر عام‏ 1798م،‏ وظهر في عهد محمد علي ثم سعيد‏،‏ والصراع من أجل حفر القناة بمصر وما تلاه من وقوف فرنسا بشكل عدائي ضد بريطانيا‏.

‏ كما ظهر التنافس البريطاني الفرنسي أيضاً في شرق القارة وفي الصومال وعدن وامتد الي السودان‏،‏ وتعتبر حادثة فاشودة حلقة في سلسلة طويلة ومريرة من الصراع بين الدولتين‏.

‏ وظل  الصراع قائما حتي ظهور " ألمانيا "  التي قامت علي أنقاض امبراطوريات النمسا والمجر‏،‏ وتوسعت وهزمت فرنسا واستولت علي أجزاء من أراضيها‏"‏ الالزالس واللورين‏"،‏ ودخلت فرنسا بعدها في سلسلة من الصراعات الداخلية والخارجية‏،‏ ولم تجد بدا من البحث عن مستعمرات خارج أراضيها‏،‏ وكان لابد لها من التنافس مع بريطانيا‏،‏ وظل الوضع هكذا حتي القرن التاسع عشر‏،‏ حتي تغيرت الأمور فجأة‏.‏


 لقد جاء هذا الاتفاق الودي بعد قطيعة طويلة بين انجلترا وفرنسا‏،‏ بسبب الصراع بينهما‏،‏ خاصة بعد حروب نابليون ومعاهدة فيينا عام ‏1815،‏ التي جعلت كلا من فرنسا وانجلترا يدخل في صراعات من أجل السيادة والسيطرة والتسابق الذي ظهر في مصر عام‏ 1798،‏ وظهر في عهد محمد علي ثم سعيد‏،‏ والصراع من أجل حفر القناة بمصر وما تلاه من وقوف فرنسا بشكل عدائي ضد بريطانيا‏،‏ وظهر التنافس أيضا في شرق القارة وفي الصومال وعدن وامتد الي السودان‏،‏ وما حادثة فاشودة إلا حلقة في سلسلة من الصراعات بين الدولتين‏،‏ تكسب احداهما جولة وتخسر الأخري‏ ،‏ ويظل الصراع قائما حتي ظهور تلك الدولة القوية " ألمانيا "  .


ظهور ألمانيا يقلب الموازيين ويخلق سياسة التحالفات استعداداً للحرب


قامت ألمانيا علي أنقاض امبراطوريات النمسا والمجر‏،‏ وتوسعت وهزمت فرنسا واستولت علي أجزاء من أراضيها‏ "‏ الإلزاس  و اللورين‏ " ،‏ ودخلت فرنسا بعدها في سلسلة من الصراعات الداخلية والخارجية‏،‏ ولم تجد بدا من البحث عن مستعمرات خارج أراضيها‏،‏ وكان لابد لها من التنافس مع بريطانيا‏،‏ وظل الوضع هكذا حتي القرن التاسع عشر‏،‏ حتي تغيرت الأمور فجأة‏.‏


ثم بدأ المستشار الألماني  بسمارك يتخلى عن  سياسة العزلة‏،‏ ويسعى نحو امتلاك مستعمرات كما ظهوت  قوة ألمانيا البحرية‏،‏ التي أخذت تنافس القوة البحرية لبريطانيا‏،‏ وخشيت بريطانيا من جراء هذا التوسع الألماني وبدأت سياسة التقارب بين الدولتين فرنسا وانجلترا‏.‏


وكان هناك التحالف الثلاثي بين ألمانيا والنمسا ثم إيطاليا‏،‏ موجه ضد روسيا في الشرق‏،‏ وضد فرنسا في الغرب‏،‏ وفي عام ‏ 1894م ‏ واجهت كل من فرنسا وانجلترا هذا الخطر المشترك وعقدتا معاهدة عسكرية وتحالفا بينهما‏،‏ ثم قيام ألمانيا بتدعيم قواتها البحرية‏،‏ الأمر الذي جعل انجلترا تشعر بضرورة التحالف وديا مع فرنسا‏،‏ وقامت عام ‏1902‏ بعقد حلف مع اليابان‏،‏ وبعد عامين عقدت الاتفاق الودي مع فرنسا الذي لم يكن تحالفا عسكريا ولا بحريا‏،‏ ولكنه كان أساسا لإزالة الصراعات حول المستعمرات بين الدولتين‏.‏

التحالف يخلق بيئة الحرب ومعسكرين مستعدين للحرب


إن هذا الاتفاق الودي الذي لم يكن في الأصل يهدف الي التدعيم العسكري قد ازداد أهميته بعد محاولات ألمانيا التدخل في مراكش‏،‏ الأمر الذي قوي التحالف بين الدولتين‏،‏ وهذا التحالف وما تبعه من تحالفات من القوي الأوروبية جعل أوروبا تنقسم الي معسكرين‏:‏ الأول يضم فرنسا وانجلترا وروسيا واليابان‏،‏ والثاني يضم ألمانيا والنمسا وايطاليا‏،‏ وانضمت اليهم تركيا‏.‏

السبب المباشر للحرب


إنّ السبب المباشر للحرب العالمية الأولى  هو تلك الأزمة الدبلوماسيّة التي نشبت بين الإمبراطوريّة النمساويّة المجرية من جهة ، والمملكة الصربيّة من جهة أخرى عقب اغتيال ولي العهد النمساوي الأرشيدوق فرانز فرديناند هو وزوجته على يد أحد الطلاب الصرب خلال زيارتهما للعاصمة البوسنية سراييفو.

 وذلك في الثامن والعشرين من شهر يونيو في العام 1914 م ،حيث أعلنت النمسا الحرب على الصرب ، تقف ألمانيا إلى جانب النمسا ، وتقف روسيا إلى جانب الصرب ، وهذا الإعلان أدّى إلى ظهور تحالفات  امتدّت إلى العالم أجمع، حيث انتشرت القوّات المتصارعة في كافة مناطق العالم وبدأت المعارك هنا وهناك.

 

ألمانيا وإيطاليا تحققان الوحدة وتدخلان حلبة الصراع الاستعماري

 

قبل الحرب العالمية الأولى برزت على الساحة الأوروبية ألمانيا وإيطاليا كدولتين قويتين بعد تحقيق وحدتيهما ، ودخلتا مجال التنافس الاستعماري ، وبدأتا في المطالبة  بنصيبهما في المستعمرات، وفي ذات الوقت ازدادت التناقضات والتنافسات الأوروبية، وازداد معها الشك وفقدان الثقة بين الدول الأوروبية، فظهرت سياسة الأحلاف الأوروبية الكبرى القائمة على مبدأ توازن القوى، وعرفت أوروبا سباق التسلح بين هذه التحالفات.

  

الوحدة الإيطالية

إيطاليا كانت مقسمة إلى سبع إمارات، ثلاث منها مستقلة والباقي تحت نفوذ النمسا، إضافة إلى ممتلكات الكنيسة.

ثم كانت الانتفاضات الشعبية في شمال و وسط ايطاليا والتي أدت إلى اندماج بارما و مودينا و توسكانا و روماني مع بييمونتي بعد استفتاء مارس 1860م ،  ثم يتمكن القائد المغوار  غاريبالدي مع فرقة  ” القمصان  الحمراء” من الاستيلاء  صقلية و نابولي و بعد ذلك صوتت الدولتان للانضمام إلى بييمونتي.

 ثم تمكنت قوات بييمونتي من هزيمة الدويلات البابوية باستثناء روما و في مارس 1861م  أعلن البرلمان الايطالي قيام مملكة ايطاليا و ظلت البندقية و روما خارج ايطاليا الموحدة.

 ثم كانت  الحرب النمساوية – البروسية عام 1866م والتي  انحازت فيها  ايطاليا إلى جانب بروسيا لتحصل  على البندقية ثم صوتت روما للاندماج مع الدولة الفتية في أكتوبر 1870م  والان يأتي الدور على روما ، فبعد الحرب الفرنسية – البروسية و بعد الهزيمة الفرنسية في تلك الحرب يتخلى نابليون الثالث عن روما لتدخلها القوات الايطالية وتصبح روماعاصمة ايطايا  في 1871م ،  ثم تمكن  القوميون الايطاليون من الاستيلاء على  ” تريستا ” و ” ترينتو”، وتم ذلك بعد الحرب العالمية الأولى التي دخللتها إيطاليا لتحقيق ذلك الهدف ، وتم لهم ما أرادوا بعد الحرب العالمية الأولى.

 

الوحدة الألمانية

تطورت بروسيا اقتصادياً وصناعياً ، وأصبح هدف الطبقة البرجوازية هو تحقيق الوحدة السياسية. وفي 1862 تولى بسمارك منصب الوزير الأول " المستشارية " واعتمد على قوة بروسيا العسكرية وعلى نضج الوعي القومي الألماني. وتمكن من تحقيق الوحدة الألمانية بالقضاء على الهيمنة الأجنبية حيث حارب الدانمارك وانتصر في 1864، كما انتصر على النمسا في معركة سادوا Sadowa 1866، وهزم فرنسا في معركة سيدان sedan 1870 وسيطر على الإلزاس واللورين. وعُرفت سياسته بسياسة الحديد والدم. وانضمت الإمارات الألمانية الأخرى إلى الإتحاد الألماني بزعامة بروسيا، واصبح الاتحاد

الألماني يُعرف باسم  بالإمبراطورية الألمانية .

 

أحداث الحرب العالمية الأولى

 

اشتعلت  الحرب العالمية الأولى بين الدول الأوربية بسبب اغتيال طالب صربي متطرف لولي عهد النمسا الأرشيدق “فرانز فيرديناد” وزوجته في سراييفو يوم "28 يونيه 1914م"، وأعلنت النمسا الحرب ضد صربيا بعد أن رفضت صربيا شروط الإنذار النمساوي .

 وانضمت روسيا إلى الصرب  نتيجة احساسها بالمسؤولية عن حماية الصرب  ، وبعد

أن رفضت روسيا  الإنذار الألماني بالابتعاد عن الأحداث والحدود ووقف التعبئة العامة ، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا.

ثم أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا بعد أن رفضت فرنسا طلب ألمانيا الوقوف على الحياد، ولكن فرنسا كانت مرتبطة بتحالف مع روسيا، وبدأت ألمانيا في غزو فرنسا عن طريق اختراق بلجيكا ولوكسمبورج ، وكانت تلك بداية الحرب العالمية الأولى، التي شارك فيها ثلاثون دولة، واستمرت أربع سنوات ونصف السنة.

وقد انتهزت روسيا  انشغال القوات الألمانية في فرنسا، وأرسلت جيشين كبيرين لتطويق القوات الألمانية في روسيا الشرقية، الأمر الذي اضطر ألمانيا إلى سحب ثلثي القوات الألمانية بعد أن كانت على بعد مسافة قصيرة من باريس ، وفقدت روسيا ربع مليون من جنودها، إلا أن هذا الانتصار أدى إلى هزيمة الألمان أمام الفرنسيين في معركة المارن الأولى.

 وبعد هزيمة  الأسطول الإنجليزي أمام القوات الألمانية وكانت كارثة كبيرة للحلفاء، إتجه الحلفاء إلى  مهاجمة الدولة العثمانية في ممتلكاتها في الشرق الأوسط فاستولوا على الممتلكات الألمانية في الشرق الأقصى والمحيط الهادي.

 

وفي " مايو 1915م "  أعلنت إيطاليا الحرب على النمسا بعد أن كانت أعلنت حيادها عند نشوب الحرب، فقد أغراها الحلفاء بدخول الحرب لتخفيف الضغط عن روسيا مقابل الحصول على أراض في أوروبا وإفريقيا، واستطاع الإيطاليون رغم هامشية دورهم وضع الإمبراطورية النمساوية في أحرج المواقف؛ لذلك قامت الدول المركزية بحملة عليها بقيادة القائد الألماني بيلوف، وألحقوا بإيطاليا هزيمة ساحقة

 

وفي عام 1915 استطاع الألمان عام  تحقيق مزيد من الانتصارات على الحلفاء، فألحقوا الهزيمة بالروس واحتلوا بولندا ومعظم مدن لتوانيا، وحاولوا قطع خطوط الاتصال بين الجيوش الروسية وقواعدها للقضاء عليها، إلا أن الروس حققوا بعض الانتصارات الجزئية على الألمان،.

 وهما معركة “فردان” و”السوم”، التي خسر فيهما  الألمان والفرنسيين عددا كبيراً من الجنود  وقضت معركة السوم  على الجيش الألماني القديم، وأصبح الاعتماد على المجندين من صغار السن، وخسر الجيش البريطاني في هذه المعركة ستين ألف قتيل وجريح في اليوم الأول. وظهرت في هذه المعارك الدبابة لأول مرة في ميادين القتال.

 

 ويأتي عام 1917 م حيث الحدث الأهم وهو  قيام ونجاح الثورة البلشفية في روسيا، وتوقيع البلاشفة صلح برست ليتوفسك مع الألمان في وخروج روسيا من الحرب. ونهاية المأساة شجع خروج روسيا من الحرب القيادة الألمانية على الاستفادة من (400) ألف جندي ألماني كانوا على الجبهة الروسية وتوجيههم لقتال الإنجليز والفرنسيين، واستطاع الألمان تحطيم الجيش البريطاني الخامس .

 

 وبدأ الحلفاء يستعيدون قوتهم وشن هجمات عظيمة على الألمان أنهت الحرب، وقد عرفت باسم “معركة المارن الثانية” " يوليه 1918م"  وكان يوم " 8 أغسطس 1918 م"  يومًا أسود في تاريخ الألمان؛ إذ تعرضوا لهزائم متوالية  أمام البريطانيين والحلفاء، وبدأت ألمانيا في الانهيار وأُسر حوالي ربع مليون ألماني في ثلاثة شهور، ودخلت القوات البريطانية كل خطوط الألمان، ووصلت إلى شمال فرنسا، ووصلت بقية قوات الحلفاء إلى فرنسا. واجتاحت ألمانيا أزمة سياسية عنيفة تصاعدت مع توالي الهزائم العسكرية في ساحات القتال، فطلبت ألمانيا إبرام هدنة دون قيد أو شرط، فرفض الحلفاء التفاوض مع الحكومة الإمبراطورية القائمة، وتسبب ذلك في قيام الجمهورية في ألمانيا بعد استقالة الإمبراطور الألماني، ووقعت الهدنة التي أنهت الحرب في " 11 نوفمبر 1918م"  بعد أربع سنوات ونصف من القتال الذي راح ضحيته عشرة ملايين من العسكريين، وجرح (21) مليون آخرين.

 

الولايات المتحدة الأمريكية ودخول الحرب العالمية الأولى عام 1917م


ظلت الولايات المتحدة الأمريكية  خارج الحرب العالمية الأولى حتى عام 1917م ، مما ساعد الرئيس وودرو ويلسون على الفوز بفارق بسيط في إعادة انتخابه في نوفمبر العام 1916. إلا أنه بعد انقضاء خمسة أشهر، دعا البلاد إلى الحرب ضد الإمبراطورية الألمانية بهذه الكلمات: “يجب أن يُجعل العالم آمنًا للحفاظ على الديمقراطية. … ليست لدينا أهداف أنانية لنحققها. فنحن لا نرغب بالاحتلال، أو السيطرة”.

وعلى الرغم من تعاطف الولايات المتحدة مع بريطانيا العظمى وفرنسا وحلفائهما، إلا أنها بقيت على الحياد في السنوات الأولى من الحرب. وبقيت العلاقات التجارية مع هؤلاء الحلفاء قوية، إذ ظلت القوات البحرية البريطانية مسيطرة على البحار ، حاولت ألمانيا كسر الحصار البحري للحلف بالسفن الغواصة – الغواصات – التي بدأت تغرق السفن الحربية والتجارية والمدنية، بما في ذلك سفينة الركاب لويزيانا التابعة لشركة كونارد للنقل البحري في العام 1915م ومن بين الركاب الذين قضوا نحبهم والبالغ عددهم 1198، كان هناك 128 أميركيًا.

 

ثم جاءت لحظة اتخاذ القرار عندما قررت ألمانيا استئناف حرب الغواصات غير المحدودة

وعندما دخلت الولايات المتحدة الحرب في أبريل 1917م ، وافق الكونغرس بسرعة على التجنيد الإلزامي لتعزيز القوات.

كانت جيوش الحلفاء محطمة ومنهكة جراء أكثر من ثلاث سنوات من حرب الخنادق. لعب الأميركيون دورًا مهمًا في السنة الأخيرة من الحرب، وخاصة عندما شنت القوات الألمانية هجومها النهائي. ساعد وصول جنود المشاة أو “الدوبويز”، كما كان يُسمى أحيانًا أفراد قوات التدخل السريع الأميركية حينذاك، في تقوية خطوط الحلفاء وكسر الروح المعنوية الألمانية في الأشهر الأخيرة من الحرب.

 

وشارك 1.4 مليون عنصر منهم في القتال، مما أدى إلى صدّ الهجوم الألماني على جبهة مارن الفرنسية وخوض معارك شهيرة دخلت صفحات التاريخ .

وكان دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب سبباً أساسياً في هزيمة الألمان وانتصار الحلفاء .

 

نتائج الحرب العالمية الأولى


تعدد نتائج الحرب العالمية الأولى والتي كان من أهمها تغيير الخريطة السياسية لقارة أوروبا حيث ظهور دول جديدة واختفاء دول وامبراطوريات عريقة ، ويمكننا ايجاز أهم النتائج فيما يلي

 انهيار أربع  إمبراطوريات كبيرة، وهي: ألمانيا، وروسيا، والمجر، وتركيا،  يلي ذلك الدمار الهائل للبنية التحتية لكل دول أوروبا والدمار الاقتصادي .

 نجاح الثورة البلشفيّة في روسيا و زعزعة الاستقرار في المجتمعات الأوروبيّة.

كانت الحرب العالمية الأولى مقدمة لاندلاع  للحرب العالمية الثانيّة، من  خلال توقيع معاهدة فرساي، وهي المعاهدة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، ولكنَّ عدداً من شروطها كان السبب الممهد لاندلاع الحرب العالمية الثانيّة

 مقتل ما يُقارب من عشرة ملايين وجرح وإصابة ما يقارب العشرين مليون .

كانت الحرب العالمية الأولى مقدمة لتغيير أساليب الحروب، حيث نقلت الحروب البسيطة  إلى أنماط أكثر فظاعة وتدمير  وذلك من خلال استخدام كل أسلحة التدمير المعروفة حالياً .

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -