الجديد

الجيش المصري يُسقط الدولة السعودية الأولى l محمد على والحركة الوهّابيّة - أصل الحكاية

 

الحركة الوهابية والدولة السعودية الأولى


الجيش المصري يُسقط الدولة السعودية الأولى  l  محمد على والحركة الوهّابيّة - أصل الحكاية 


 قصة الدول السعودية الأولى والحركة الوهابيّة 


كيف أسقط الجيش المصري الدولة السعوديّة الأولى ؟

 مصر بزعامة محمد علي  تنوب عن الدولة العثمانيّة في محاربة الدولة السعوديّة الأولى ، سبع سنوات من الحملات والصراع .

كيف انتهت الحرب بانتصار الجيش المصري على جيش الدولة السعوديّة الأولى ؟

هل كانت مصر مضطرة إلى خوض غمار تلك الحرب الضروس مع الدولة السعوديّة ؟

هل كانت الحركة الوهابيّة حركة انفصاليّة  عن الدولة العثمانيّة ؟

عدة تساؤلات ، تعال معاً نغوص في أعماق التاريخ ، في سياحة عقليّة لنعرف أصل

 الحكاية في الصراع المصري العثماني  السعودي في بدايات القرن 19 م .

 

    لمتابعة موضوع عمر مكرم وعلاقته بمحمد على اضغط على الرابط 

    التالي ( من هُنا

البداية

ذلك الجندي الألباني الذي جاء إلى مصر ضمن القوات العثمانيّة ،قائد فرقو الأرناؤود ،  الذي قُّدِر له أن يصبح حاكماً لمصر ، وقاد حملة عسكريّة ضد الدولة السعوديّة، والحركة الوهابيّة ، وقضي على الدولة السعودية الأولى.

محمد على يتولى حكم مصر

ساعدته الأحداث التاريخيّة التي أعقبت خروج  الحملة الفرنسيّة من مصر عام 1801م في أن يصبح حاكماً لمصر رغماً عن السلطان العثماني ، وتنفيذاً لإرادة الشعب المصري ، عندما استغل ثورة المصريين ضد المماليك عام 1804م ، وحالة الفساد والفوضى ، ليُظهر تضامنه وتعاطفه مع المصريين.

وإثباتاً لحسن نواياه وموقفه المُتضامن  مع المصريين قام بمهاجمة زعماء المماليك في القاهرة ، ونتيجة لذلك هرب زعماء المماليك إلى الصعيد ، لتتكرّر نفس الثورة في عام 1805م ، ولكن هذه المرّة ضد خورشيد باشا الوالي العثماني ، وفساد فرقة الدلاة التي أرسلها السلطان العثماني لمساعدة خورشيد باشا الذي ما كان يثق في محمد على.

ونتيجة لتلك الثورة اجتمعت الزعامات الشعبيّة بقيادة عمر مكرم وقرّرت عزل خورسيد باشا وتعيين محمد علي ، في سابقة تاريخيّة في تاريخ مصر والعرب .


    لمتابعة أصل حكاية محمد كُريّم وجها لوجه مع نابليون بونابرت 
    
    اضغط على الرابط التالي ( من هُنا

محمد على ينفرد بحكم مصر

ولكي ينفرد بحكم مصر ، ويحقق حلمه في إنشاء دولة قوية كبرى ، تمكن في السنوات التالية من التخلُّص من كل القوى التي تناوئه ، فبدأ بالتخلص من الإنجليز حيث كانت إنجلترا قد أرسلت حملة فريزر عندما غضبت من السلطان العثماني وثيَّت محمد على في حكم مصر .

وكان وقتها يطارد فلول المماليك في صعيد مصر ، وعاد ليجد المقاومة الشعبيّة قد تمكنت

من إرجاع حملة فريزر من مدينتي الحمّاد ورشيد إلى ثغر الإسكندرية ، ليتولى محمد على

حصار المدينة حتى يطلب فريزر الصلح ويرحل عن مصر .

ليتفرغ محمد على للزعامة الشعبية وتحديداً عمر مكرم الذي ذاع صيته وخاصة بعد ان نظّم المقاومة الشعبيّة ضد حملة فريزر وكان عبئاً ثقيلا عليه كحاكم يريد أن ينفرد بالحكم ، حيث كان الاتفاق بين محمد على وعمر مكرم أن يرجع إليه محمد علي في أي قرار يخص المصريين وبالذات موضوع فرض الضرائب.

إنتهز محمد على فيضان النيل عام 1808م ، ليخلق حالة من الانقسام بين الزعامات الشعبيّة ويستغل فرصة الحاقدين منهم على عمر مكرم ، ويقوم بنفيه إلى مدينة دمياط.

وهكذا لم يتبق له غير المماليك ، وانتظر الفرصة ، التي جاءته عندما كلفّه السلطان العثماني بتجريد حملة عسكريّة للقضاء على الحركة الانفصاليّة الوهابيّة السعودية في شبه الجزيرة العربية ، وهنا جاءته الفكرة الذهبيّة للتخلص من المماليك ، الذين كانوا قد أتوا إلى القاهرة عندما أقنعهم محمد على بالعودة إلى القاهرة .

دبّر لهم  محمد على المؤامرة المعروفة في التاريخ باسم مذبحة القلعة ، احتفالاً بتجهيز الحملة المُتجهة إلى شبه الجزيرة العربيّة بقيادة ابنه طوسون ، وفي نهاية الحفلة التي دعا لها قيادات المماليك ، قام رجاله بقتلهم ويذكر التاريخ أن واحداً فقط قد تمكن من النجاة ، أو اثنين أو عدد بسيط جداً. لينفرد محمد على بحكم مصر .

ويستعد لإرسال جيشه إلى شبه الجزيرة العربيّة لمواجهة الحركة الوهابيّة السعودية التي اعتبرها السلطان حركة انفصالية عن الدولة العثمانية.

 الحركة الوهابيّة

قاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب حركته في شبه الجزيرة العربيّة ، في أواسط القرن الثامن عشري الميلادي ، حفظ الشيخ القرآن في صغيره ثم درس الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وقد كان يميل إلى التشدُّد في تعاليم الدين ، فقد تبنى فكرة حسنة ولكنه تشدّد في الدعوة والتطبيق ، حيث أساء أتباعه للحركة والدعوة الوهابيّة عندما تشدّدوا مع كل من خالفهم ،

محمد بن عبدالوهاب يلتقي بالأمير محمد بن سعود

قدّم أنصاره في الدرعيّة الدعوة للعيش بينهم ، عندما ساءت علاقته بحاكم الحسا ، بسبب عقوبة الرجم التي طبقّها على امرأة متهمة بالزنا ، فرحل بن عبدالوهاب إلى الدرعيّة التي كان أميراً عليها محمد بن سعود .

كانت الدرعيّة من أهم وأكبر بلاد نجد ، وقد أُعجب به الأمير محمد بن سعود ، واستقر فيها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ووجد في الدرعيّة خير ملاذ لنشر دعوته ، وخاصة بعد أن أعلن الأمير بن سعود تأييده للدعة الوهّابيّة .

ولم تمر فترة قصيرة حتى عمّت الدعوة معظم بلاد نجد ، حيث حارب بن سعود كل من عارض دعوة بن عبدالوهاب ،  حتى لقى ربه عام 1765م ، مخلفه ابنه الأمير عبد العزيز بن محم بن سعود ، وكان مؤيداً للدعوة الوهابيّة التي انتشرت في عهده لتصل إلى أجزاء من يلاد الحجاز وأجزاء من العراق حتى لقى الشيخ محمد بن عبدالوهاب ربه عام 1792م وتبقى دعوته بع رحيله .

   

     لمتابعة أصل حكاية عُمر مكرم وعلاقته بمحمد على اضغط على الرابط

    التالي ( من هُنا )  


الدعوة بعد وفاة الشيخ

بعد انتشار الدعوة ، وامتداد النفوذ السياسي للأميرعبدالعزيز بن محمد بن سعود حتى البصرة ، حاول شريف مكة الشريف غالب بن مساعد صد الدعوة فهاجم نجد برجاله ولكنه هُزم امام قوات الأمير عبدالعزيز وعاد إلى الحجاز .

واستمر انتشار الدعوة حتى وصلت إلى كربلاء ، واستولى رجال الدعوة والأمير على كربلاء ، وكان نتيجة ماقاموا به من قتل ونهب في أن يتنكر أحد الشيعة ويرحل إلى الدرعيّة ويقوم بقتل الأمير عبدالعزيز.

 

الدولة العثمانية تواجه الدعوة الوهابيّة التي اعتبرتها حركة انفصاليّة

 

خلف الأمير عبدالعزيز إبنه الأمير سعود ، وفي عهده حاول سليمان باشا والي العراق مهاجمة الدرعيّة ولكنها فشلت وعاد مهزوماً .

بعد ذلك إمتد نفوذ الأمير سعود إلى مسقط ، ثم هاجم الحجاز ودخل مكة عام 1893م ، واخرج من فيها من التُرك وقلّص النفوذ العثماني في مكة .

وبعد ذلك باعمين قام سعود بالاستيلاء على المدينة المنورة، لتمتد بعد ذلك الدعوة لتصل إلى عسير واليمن ، وتتوجه الأنظار إلى الشام ولكنها لم تلق رواجاً هناك ، ويفشل والي الشام عبدالله العظم من التقدم نحو الحجاز وقتلوا جنوده .

 

الدولة العُثمانيّة تلجأ إلى محمد على ومحمد على ينفرد بحكم مصر

بعد هذا التمدّد لدعوة ونفوذ الأمير سعود المُخيف للدولة العثمانيّة ، لتضطر الدولة العثمانية إلى اللجوء إلى محمد على وتطلب منه مواجهة الدعوة الوهابيّة والقضاء عليها بصفتها حركة انفصاليّة .

يستغل محمد على فرصة تجهيز جيشه وقُرب توجهه إلى شبه الجزيرة العربية ليجهز مكيدة لأمراء وقادة المماليك بعد أن وجه لهم الدعوة لحضو الاحتفال المُقام في القلعة احتفالاً برحيل الجيش المصري ، ويتمكن محمد عل  من التخلُّص من آخر المشاكل التي وقفت في وجه إنفراده بحكم مصر .

الجيش المصر وحملته على شبه الجزيرة

أتم محمد على تجهيز جيشه خلال ستة أشهر تقريباُ ، وأقام على قيادته ابنه أحمد طوسون باشا ، وبلغ قوام الجيش ثمانية آلاف مُقاتل تقريباُ ، من مُشاة وفُرسان ، وتسببت تلك الحملة العسكرية على شبه الجزيرة في إعداد أسطول مصري وبناء سفن في تؤسانة بولاق ،  لنقل الجنود عبر البحر الأحمر .

 

أهم ملامح الحرب المصرية السعوديّة


واجه الجيش المصري حرباً شرسة ضد قائد شرس ومُمتمرس عسكرياً ، هو الأمير سعود

ولكن ماسهّل الأمور في بدايتها على الجيش المصري هو مساعدة أهل جدة ويُنبع وغيرها من الموانئ التي تضرر أهلها من انقطاع الحج بسبب حروب الوهابيّين إضافة إلى أن أبناء محمد على طوسون وإبراهيم قد نجحا في استمالة بعض زعماء القبائل بالوعود.


دخول المدينة المُنورة

وصل الجيش المصري إلى ينبع ليدخلها ، ويتوجه الجيش على المدينة ، وفي وادي الصفراء يتلقى الجيش المصري هزيمة نكراء ، يعلم بها محمد على ويُرجع طوسون السبب فيها إلى الضباط الأرناؤود ، وانتظر طوسون المدد الذي طلبه من والده في ينبُع .  

وصل المدد وتمكن طوسون من احتلال وادي الصفراء بفضل مساندة بغض القبائل مثل  قبيلة جُهينة ، ليتمكن طوسون بعد ذلك من الوصول إلى الميدنة ، التي ضرب عليها حصاراً

وفتح ثغرة في أسوارها ، ودخلها طوسون وهربت الحامية الوهابيّة ، وكان نصراً كبيراً للجيش المصري وقام طوسون بإرسال مفاتيح المدينة إلى والده في القاهرة .

 

دخول مكة

تمكن طوسون من المسير إلى ينبع ليتوجه إلى جدة ، ومنها إلى مكة ، التي دخلها منتصراً بفضل مساندة الشريف غالب وقبائل عرب الحجاز

 

احتلال الطائف وهجوم الأمير على مكة والمدينة

بعد مكة دخل طوسون الطائف ، وخلال كل تلك المعارك والأحداث كان الأمير سعود يترقّب ويُخطط بعد أن درس أسلوب الجيش المصري ، ليقوم بعد ذلك بمهاجمة الجيش المصري بجيشين أحدهما كان تحت قيادته ، والثاني تحت قيادة ابنه فيصل .

هاجمت قوات الأمير سعود بالجيشين مكة والمدينة ، وقطعت الطرق بينهما ،

هزيمة الجيش المصري في تربة

بعد أن ادرك طوسون خطورة الموقف ، بدأ بمهاجمة قوات سعود التي اتخذت من ميدنة تربة مقراً لها ، وحفرت حولها الخنادق استعداداً لملاقاة قوات طوسون ، التي جاءت بقيادة

مصطفى بك الذي تلقي هزيمة كبيرة وعاد إلى الطائف بعد أن ترك عتاده.

 

محمد على يصل الحجاز ، ووفاة سعود بن عبدالعزيز

طلب طوسون من والده المدد ، ولكنه قرّر الذهاب بنفسه إلى الحجاز عام 1813م ، وأول ما فعله بعد القيام بمناسك الحج هو اعتقال غالب باشا ، واستقر محمد على في مكة ، وبعد مناوشات ومعاك متفاوتة في مناطق متعدّدة وهزائم ، طلب محمد على المدد من مصر ووصله قرابة السبعة آلاف مقاتل ، وخلال ذلك لقى الأمير سعود ربه في الدرعيّة عام 1814م ، وخلفه ابنه عبدالله.

كان عبدالله يختلف عن والده سعود ، ولم يكن على نفس المهارة العسكريّة ، وبعد مناوشات ومعاك طلب الوهابيون الصُلح ، فردّ طوسون أن يمهله عشون يوماً حتى يعرض الأمر على والده ، الذي عاد إلى مصر بعد أن بلغته أخبار عن قلاقل في أوروبا جعلته يعود إلى مصر خوفاً من تجدُّد الحملة الفرنسية على مصر .

أرسل الأمير عبدالله وفداً إلى القاهرة ليعرض الصُلح على محمد على ، ولكن محمد على أبلغ الوفد بشروط عد’ أهمها ان يذهب الأمير بنفسه إلى الأستانة ، وهنا رفض الأمير ذلك الشرط ، ليعقبه عودة طوسون باشا إلى مصر عندما عِلم بنبا القلاقل في مصر بسبب جنود الأرناؤود.

إبراهيم باشا يتولى القيادة

 

وصل إبراهيم بن محمد على إلى ينبُع ، ومنها إلى المدينة ، وقد لقي إبراهيم مساندة من  القبائل العربيّة ، واشتبكت القوات عند مدينة الرس وكانت الكفة أميل للجانب المصري حيث حاصرها إبراهيم باشا أكثر من ثلاثة شهور ، ذلك الحصار الذي كلف الجيش المصري أكثر من ألفى قتيل ، في حين لم يُقتل من جيش الأمير إلآّ قرابة المائة وخمسين قتيلاً ، مما اضطر إبراهيم إلى صلح مع الأمير عبدالله ، ثم واصل الزحف إلى عنيزة التي سقطت بسهولة وكان عبدالله قد عاد إلى الشقراء إحدى مُدن نجد  ليحصنها ضد هجمات إبراهيم باشا ولكن نجح إبراهيم في دخول الشقراء .

إبراهيم باشا يدخل الدرعيّة عاصمة الوهابيّين

قصد إبراهيم باشا مدينة ضرمة الت تمكن من الاستيلاء عليها بعد استسلام حاكمها ، وبعد فترة جاوزت الشهرين توجه إلى الدرعيّة في جيش قوامه حوالى خمسة آلاف مقاتل وعدد من المدافع ، وكانت مدينة محصنة تحصيناً شديداً مما جعل ابراهيم يضربها بالمدافع.

استمر الحصار فترة من الزمن ، ولما فقد جيش إبراهيم مخازن ذخيرتهم في حريق ،عزم عبدالله على مهاجمة جيش إبراهيم ولكنه تمكن من صد الهجوم حتى جاءه المدد بالقوات والذخيرة .

نهاية الحرب

وهنا قرّر إبراهيم أن يوجه للدرعيّة ضربة قوية قاصمة ، فوزع قواته لمهاجمة المدينة من جميع النواحي ، ونجحت في الاستيلاء على أحياء المدينة واحداً تلو الآخر ، حتى ضاق الخِناق على الأمير عبدالله فمال إلى الصُلح بعد طول فترة الحصار ، والضربات الموجعة

وطلب من إبراهيم الصُلح.

وتم الاتفاق على أن يُسلّم الأمير عبدالله الدرعيّة ، وأن لا ينتقم إبراهيم من أهلها ، وان يذهب عبدالله إلى مصر ومنها إلى الأستانة .

واستولى الجيش المصري على الدرعية بعد حصار دام نحو ستة أشهر، وبعد فتح الدرعية لم تلبث المدن الباقية من نجد أن سلمت وخضعت لقائد الجيش المظفر،وانتهت الحرب المصريّة الوهابية بانتصار الجيش المصري والقضاء على الدولة السعودية الأولى 

وتولى محمد على مشيخة الحرم ، وتولى ابراهيم ولاية جدة كمكافأة من السلطان العثماني 

على نجاحهم في القضاء حركة الوهابيّين الانفصاليّة. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -