الجديد

فرقة الحشاشين - الجزء الأول - تاريخ الصراع الأموي العباسي الفاطمي

 

فرقة الحشاشين - الجزء الأول - تاريخ الصراع الأموي العباسي الفاطمي


فرقة الحشاشين - الجزء الأول - تاريخ الصراع الأموي العباسي الفاطمي

 قصة طائفة الحشاشين


 مقدمة


لمتابعة فيديو الجزء الأول 

تابع الفيديو التالي 

الحشاشين وزعيمِهم الحسن الصبَّاح

حلقة من حلقات الصراع السياسي الثلاثي الذي أعقب انتهاء الخلافة الراشدة ، وحتى قبل انتهاء زمن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه

والذي أفضى في النهاية  إلى خِلافة أُمويَة

وعباسيُّون وعَلَويُّون يرون أن الخلافة ذهبت إلى من لايستحقُها

وأن أبناء عُمومة النبي ،

أو أبناء ابن عم النبي هم الأَوْلى بالخلافة

لتظهر الدعوة الشيعيّة والانتصار لأبناء علي وأحقيتهم بالخلافة

ومن كِبار دعاة الشيعة وحق الفاطميين في الخلافة

كان الحسن الصبّاح وفرقة الحشاشين

ظهور فرقة الحشاشين

 ظهرت جماعة الحشاشين في القرن الأول الهجري  مؤيدة لأحقية ذُرية علي بن أبي طالب  بالخلافة ، وتميزوا بمواقفهم المتشددة والمتطرفة في العقيدة والسلوك ، حتى نجحوا في استكمال تأسيس دولة فاطمية شيعية في تونس

ثم انتقلت فيما بعد إلى مصر على يد جوهر الصقّلي

الذي أسس قاهرة المُعز لدين الله الفاطمي

 كانت عقيدة الحشاشين متشددة و كانوا يعتقدون بأنهم المؤمنون الوحيدون الذين لا يخطئون، وكفَّروا جميع الصحابة بعد وفاة النبي محمد.

ولقد  ارتكب الحشاشين أعمالاً عنيفة لعقود  حتى كانت النهاية على يد المغول

عندما قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في بلاد فارس سنة 1256م واستكمل الظاهربيبرس المهمة في مصر

الجذور التاريخية

لفهم الجذور التاريخية لقصة الحشاشين نعود إلى الوراء قليلاً حيث وفاة الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه

واستيلاءُ معاوية بن أبي سفيان على الحكم وأخذ البيعة لابنه يزيد واستمر الأمويون في الحكم تسعون عاماً

وهكذا انتهى عصر الخلافة الراشدة

الأمويون في الحكم ولكن هناك طرفان يرون بأنهما لهما الحق بالخلافة

أنصار العباس عَمُّ النبي العباسيون

وأنصار عليّ بن أبي طالب العلويون

كلاهما يَعتقد بأن الأمويين اغتصبوا الخلافة دون وجه حق

والأحق بها نَسَبُ العباس عَمُ النبي أو نَسَبُ عليّ بن أبي طالب ابن عم النبي وزوج إبنته فاطمة وطوال حكم الأمويين نمت الفكرتان ودخلا في سباق

مَنْ يصلُ إلى الخلافة أولاً؟

العباسيون يَصِلون أولاً ونشأة الخلافة العبّاسيِّة

خلال أواخر العهد الأموي نشأت حركة مُناهضة عُرِفت بالحركة العبَّاسيَّة، نسبة

إلى العباس بن عبدالمطلب أصغر أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلّم

 تولّى أبو العبَّاس شؤون الحركة العباسية بناءً على دعوة دعوة أبي مٌسلم الخرساني 

 وقد نجحت الحركة العبَّاسية في خلع آخر خلفاء الأُمويين

مروان بن مُحمد عن العرش

والقضاء على هذه الأسرة الحاكمة في دمشق،

 وتمَّ مُبايَعَةْ    أبي العباسبالخلافة وقد لُقِّبَ بالسفّاح لكثرة سفكه الدماء،

خصوصاً لدى دخوله   دمشق حاضرة الأمويين،

 

أنصار عليّ يساعدون العباسيين طمعاً في تولي الخلافة وأبي جعفر المنصور ينوي القضاء عليهم  
وبداية قِصَّة الحشاشين

 وقد استمال العبَّاسيون الشيعة  أنصار عليّ بن أبي طالب الناقمين على الحكم الأموي، فساعدهم هؤلاء في التغلُّب على الأمويين،

على أمل أن تكون الخلافة لهم

 لكن حصل عكس ذلك،

فبعد وفاة أبو العبَّاس السفَّاح تم أخذُ البيعة لأخيه أبي جعفر المنصور  والذي كان السفّاح   قد عيّنَه  ولياً للعهد 

 ولمَّا تولّى المنصور الخلافة وضع نُصب عينيه ثلاثةُ مَخاطِر لا بُدَّ أن يقضي عليها

 وأهمها القضاء على بَني عمومته من آل عليّ بن أبي طالب الذين لا يزال لهم في قلوب الناس مكان،

وكانت علاقات الخليفة العباس أبي جعفر المنصور طيَّبة مع أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق

وأبي جعفر المنصور هو من أطلق عليه لقب الصادق

وفي واقع الأمر فإنَّ جعفر الصادق كان مُدركاً لعاقبة تعاطيه السياسة والتّقَرُّب إلى الحكَّام

منذ أن أخذت الدولة الأموية تلفظ أنفاسِها الأخيرة، ورفض الانغماس في الدعوة العباسية

الشكُّ بين العباسيين والعلويين

أقدم العبَّاسيّون على اعتقال جعفر الصادق أكثر من  مرَّة، وزُجَّ به في السجن لفترة من الزمن على أمل أن تنقطع الصلة بينه وبين تلاميذه

الذين يُحتمل أن يهددوا استقرار الدولة العباسيِّة وينَفِّذوا انقلاباً على الخلافة.

 وقد تحمَّل أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق ما تعرَّض له من مضايقات من الحكومة العبَّاسيَّة، وصبر على الألم والاضطهاد،

خلفاء عاصرهم الصادق

وحتى تكتمل الصورة في أذهاننا

يجب أن نعلم أسماء خلفاء الأمويين  وخلفاء العباسيين الذين عاصرهم

أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق

الذي سيأتي طائفة الحشاشين  لنصرة دعوته وحق العلويين في الخلافة  فيما بعد

أما عن الخلفاء الذي عاصرهم الصادق

 خلفاء الدولة الأموية

هشام بن عبدالملك

الوليد بن عبدالملك

يزيد بن الوليد بن عبدالملك

إبراهيم  بن الوليد بن عبدالملك

مروان بن محمد


خلفاء الدولة العباسية

أبو العباس السفاح

أبوجعفر المنصور 

هذا هو أبو جعفر المنصور الذي نتحدث عنه

الشيعة يحققون حُلمَهُمْ ويؤسسون دولتهم الفاطمية في تونس

بعد أن انتهينا من رسم صورة لذلك الصراع السياسي القادم بين العباسيين

والعلويين

نعود لنتعرف عن قُرب

على أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وكيف ظهرت طائفة الحشاشين

هو إمام من أئمة المسلمين وعالِم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين

ويُعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإثنا عشرية والإسماعيلية،

وكان الإمام شديد الولع بولده البِكْر إسماعيل وكثير الإشفاق عليه؛ ولذا كان قومٌ من الشيعة يظنون أنه الإمام بعد أبيه،

 وهؤلاء قد زعموا أن جعفر الصادق نصّ على إمامة إسماعيل، ثم وقع الخلاف بينهم: هل مات إسماعيل في حياة أبيه أم لا

 والأشهَرُ أنه مات في حياة أبيه سنة  145 هـ  

كان للصادق عشرة أولاد أكبرهم اسماعيل  

 و إليه يُنسَب المذهب الاسماعيلي

  وهو من مَحَاورِ حديثُنا اليوم

ظهر الإسماعيليون على مسرح التاريخ الإسلامي بعد وفاة الإمام جعفر الصادق في العام مائة وثمان وأربعون هجرية      

حيث نتج عن وفاة الإمام صراعُ بين أولاده ومريديه،

 ومن ثم الانقسام إلى عدد من الجماعات ، ومن هؤلاء الإسماعيليون الأوائل

 و قد عمل جماعة منهم في تلك الفترة المبكرة

على تنظيم حركة شيعية مناوئة ومناهضة للحكم العباسي، باعتبارأن العباسيين قد اغتصبوا الحقوق الشرعية للأسرة العَلَوية في زعامة الأمة


ومنذ القرن الثالث الهجري حققت تلك الدعوة التي ساهم فيها الحشاشين بشكل كبير نجاحًا و بشكل خاص في العراق وفارس وشرقي الجزيرة العربية واليمن،

 فقد دعا هؤلاء الدعاة إلى إمامة "المهدي الإسماعيلي" الذي سيُخِلِّصَهُمْ من مظالم العباسيين، كما أن حكمَه سيكون بداية عودة الخلافة إلى العلويين المخلوعين،

وقد أسفرت انتصارات  الشيعة الإسماعيلية المبكّرة عن إقامة الخلافة الفاطمية سنة مائتان وسبع وتسعون هجريّة

 في شمال أفريقية، في تونس

 عندما تم تنصيب الإمام الإسماعيلي في تلك الآونة ، وكان الأول من نوعه وبدأت الخلافة  الشيعية الفاطمية في تونس

مصر فاطِمِيَّة شيعيَّة والعراق مركز الخلافة العباسيّة أصبَحَت شيعيِّة وتابعة ٌ لمصر ،

حقّقت الدولة الفاطمية الإسماعيلية تطلعاتها السياسية والفكرية بل والعسكرية في ميدان الصراع أمام العباسيين

وأصبحت مصر التي دخلها الفاطميون سنة ثلاثمائة وثمان وخمسون هجرية  مركز الدعوة والدولة الشيعية في منطقة الشرق العربي،

 وبالتوازي مع هذا التطور السياسي والتوسعي، ازدهر الفكر الإسماعيلي، والدعوة الإسماعيلية التي تمكنت من تحقيق نجاحات مؤثرة في المشهد السياسي والفكري آنذاك.

وقد كُلل هذا النجاح بحركة البساسيري الشهيرة في العام أربعمائة وخمسون هجرية ، حين انقلب القائد العسكري أبو الحارث أرسلان البساسيري على الدولة العباسية، و هرب الخليفة العباسي القائم بأمر الله،

وأصبحت بغداد مركز الخلافة العباسية السنية تابعة لأول مرة إلى الخلافة الفاطمية في تحول بدا كارثيًا وغير متوقع آنذاك،

لكن سرعان ما دخل السلاجقة إلى بغداد وطهروا العراق بل ومعظم بلاد الشام من الوجود الفاطمي،

وتمكنوا من إعادة الأمور إلى نصابها، وحملوا على عاتقهم منذ ذلك الحين مواجهة الفاطميين على الصعيدين السياسي والعسكري.

وفاة الخليفة الفاطمي المُستنصر والظهور الكبير للحشاشين

وفي العام 487 هـ  الموافق 1094 م  توفي الخليفة الفاطمي المستنصر، فانقسم الإسماعيليون بوفاتِه إلى جماعتين متنافستين

هما  

الْنِّزاريَّة نسبة إلى ابنه نِزار المصطفى بالله

والمُستعلية نسبة إلى إبنه أحمد المُستعلي بالله  

وذلك بعد أن نجح الوزير الفاطمي القوي الأفضل الجمالي صاحب السلطة المطلقة والفعلية حينذاك،

في تنصيب أحمد الابن الأصغر للمستنصر ولقَّبَهُ بلقب المستعلي بالله

حارمًا بذلك نِزار الابن الأكبر للمستنصر وولي العهد من حقه الشرعي في ولاية الخلافة،

وقد اعترف إسماعيليو مصر والمناطق التابعة للنظام الفاطمي في تلك الفترة بإمامة المُستعلي بعد المستنصر

فصاروا يُعرفون بالمستعلية، في حين اعترف إسماعيليو إيران بإمامة نزار، فعُرِفوا به،

عُرِفوا ب الْنِّزاريَّة

 الحسن الصبَّاح في مصر قبل وفاة المستنصر وانقسام الإسماعيلية،

 نعود قليلاً إلى الوراء ،

لنتعرف على بدايات  الحسن الصبّاح زعيم الحشاشين وكيف التقى بالخليفة المُستنصر قبل وفاته ،

وُلِدَ الحسن بن الصبّاح بالري في إيران عام 430  هجريّة  الموافق 1039 ميلادية

 وقد ذكر بعض المؤرخين أنه ولد في مدينة قُم معقل الشيعة الاثني عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز نشاطات طائفة الإسماعيلية

فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

استمر الحسن ابن الصبّاح في قراءة كُتب الإسماعيلية

 وفى عامِ 464 هـ  الموافق   1072 م  وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري، فلَقِيَهُ حسن الصبّاح

وقد وافق ابن عطاش على انضمام الصبّاح للدعوة الإسماعيلية،

ثم ما لبث ابن الصبّاح أن أدى يمين الولاء للدولة الفاطمية

ودعوتها أمام داعٍ إسماعيليْ نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين حينئذ في غرب إيران والعراق،

 وحدد له مهمة معينة في جسم هذه الدعوة

ثم طُلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمَه في بلاط الخليفه الفاطمي بالقاهرة المُستنصر ،

وخرج الحسن بناء على ذلك إلى مدينة أصفهان في سنة  467 هجرية

المُوافق  1075 م

 فأقام بها سنتين يشتغل بالدعوة وكيلا لابن العطاش،

ثم خرج منها إلى مصر التي وصلها في الثلاثين من أغسطس سنة 471 هـ

1079 م

 وقد استقبله بها داعي الدعاة "أبو داوود" استقبالا حافلا شاركه فيه جماعة من النبلاء والأعيان الفاطميين،

وسرعانَ ما شمله المُستنصر برضاه،

وأغدق عليه، وأمرَهُ أن يدعو الناس إلى إمامته،

فقال له الحسن الصبّاح

"فمَن الإمامُ من بَعْدِكَ

فأشارالخليفة المُستنصر إلى ابنه نِزار

ولكن كما علمنا قَبْل قليل سوف ينجح الوزير الجمالي

في تنصيب أحمد الابن الأصغر للمستنصر ولقَّبَهُ بلقب المستعلي بالله

حارمًا بذلك نِزار الابن الأكبر للمستنصر وولي العهد من حقه الشرعي في تولّيِ الخلافة

 ومنذ تلك اللحظة دان ابن الصباح بالولاء لنزار بن المُستنصر

  وإن كان قد أقام بالقاهرة ثمانية عشر شهرا كاملا كثرت فيها دسائس "المستعلي" وأعوانه،

وخاصة قائد الجيش بدر الجمالي، فاضطر إلى مغادرة مصر وركب السفينة من الإسكندرية في شهر رجب سنة 472 هـ  1080 م

ووصل في النهاية

بعد رحلة شاقة  كاد يغرق فيها عند شواطئ الشام

وصل إلى مدينة أصفهان في ذي الحجة سنة 473 هـ 1081 م

ومنذ ذلك الوقت أخذ ابن الصباح يدعو لنزار (أكبر أولاد الخليفة المستنصر الفاطمي) فشملت دعوته يزد وكرمان وطبرستان ودامغان وولايات أخرى من إيران لم يدخل في عدادها مدينة الري؛ لأنه كان يتجنبها اتقاء لشر الوزير نظام الملك الطوسي الذي كان يتحرق إلى القبض عليه، كما دلت على ذلك أوامره التي أصدرها

 

نهاية الجزء الأول


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -