عصور التاريخ l العصور القديمة والوسطى والتاريخ الحديث والتاريخ المعاصر
تقسيم عصور التاريخ
من
المؤكد أنك سمعت يوماً عن العصور القديمة ، خلال دراستك في مراحل تعليمك المختلفة ،
أو أنك سمعت عن العصور الوسطى، أو عصر النهضة ، التاريخ الحديث ، أو التاريخ
المعاصر.
خلال
الدقائق التالية سوف نتعرّف سوياً، عن أصل الحكاية في عصورالتاريخ .
ما قبل اختراع الكتابة ، وماقبل التاريخ
وسبب
جهلنا بتاريخ تلك القرون الطويلة ،أن الانسان لم يكن قد اخترع الكتابة بعد
إلى
أن جاء القرن ال 30 قبل الميلاد .
ميلاد
من ؟ " ميلاد عيسى عليه السلام"
ما بعد اختراع الكتابة و عصور التاريخ
اخترع
الانسان الكتابة وبدأ في تسجيل أحداث التاريخ ،على كل ما يصلح للتسجيل من حجارة أو
جدران أو غيرها ، ومنذ ذلك العام 3000 ق م " القرن 30 ق م " بدأنا نعرف
تاريخ البشرية الذي تم تسجيله ،ووصل إلينا.
أما
قبل ذلك التاريخ فهو مجهول بالنسبة لنا، والسبب ببساطة أن الانسان لم يكن قد اخترع
الكتابة
، ولذلك يُطلق علماء التأريخ على تلك الفترة [ ماقبل التاريخ ] أي ما قبل تسجيل
أحداث التاريخ .
أما
بعد العام -3000 ق م فهى عصور نعرف الكثير أو القليل عنها حيث تم اختراع الكتابة
وتم
تسجيل أحداث التاريخ ، ومن هنا فإن علماء التأريخ قد أطلقوا على تلك العصور من عام [ – 3000 ق م = القرن -30 ق م ] إلى يومنا هذا في القرن ال 21 م أطلقوا عليها اسم " عصور التاريخ "
لماذا ؟ لأن تلك العصور التي تضم تقريبا 50 قرناً لها تاريخ مُسجًل ومكتوب ومعروف
لدينا.
إذا الفترة التي لدينا تاريخ مكتوب لها هي خمسون قرناً من الزمان
" القرن = 100
عام "
وما
قبل تلك القرون الخمسين ، فهو باسم ما قبل التاريخ أو التأريخ .
عصور التاريخ خمسون قرناً من الزمان
نأتى
لعصور التاريخ التي هي 50 قرناً من الزمان = 5000 عام ، فهى مقسمة إلى قمسين
القسم
الأول 30 قرناً قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام ، وهذه نُطلق عليها " قرون
ماقبل الميلاد " وعشرون قرناً بعد ميلاد المسيح ، وهذه نُطلق عليها "
القرون الميلاديّة" " التقويم الميلادي "
هل ندرس تاريخ ال50 قرناً كفترة زمنيّة واحدة أم نًقسمها إلى فترات؟
هذا
هو السؤال الذي واجه علماء التاريخ في عصرنا ،عند تسجيل تاريخ البشريّة وعرضه
ودراسته دراسة أكاديميّة في المدارس والجامعات.
في
نهاية الأمر استقر علماء التاريخ على تقسيم القرون التاريخيّة " عصور التاريخ
" " 50 قرن " إلى عدة عصور تكاد تتشابه في سماتها العامة .
ولكن
السؤال الذي طرح نفسه هل نقسم ال50 قرناً خمس عصور كل عصر 10 قرون
أم
نقسمها عشرة عصور كل عصر خمسة قرون ؟
في
نهاية الأمر استقر العلماء على دراسة عصور التاريخ من البداية ، والتوقف عن حدث
هام جداً هذا الحدث غيّر وجه التاريخ وهو حدث فارق في تاريخ البشرية تغيرت الأمور
بعده عما قبله.
تقسيم العصور التاريخيّة على أساس الأحداث العظيمة التي غيّرت وجه التاريخ
اختراع الكتابة وبداية العصور القديمة
وتم
اختيار اختراع الكتابة ليكون البداية ، فاختراع الكتابة هو حدث من الأحداث الهامة
جدا في التاريخ فقد تحول تاريخ البشرية من تاريخ مجهول إلى تاريخ معلوم.
وبالتالي
يكون العام 3000 ق م = القرن 30 ق م هو بداية عصور التاريخ ، واستمر العلماء في
درسة القرون التالية قرناً بعد قرن فيأتي القرن -29 ق م ، ثم يأتي القرن -28 ق م ،
ثم يأتي القرن – 27 ق م " وهنا نلاحظ أن ترتيب القرون قبل ميلاد عيسى عليه
السلام هو ترتيب تنازلي هكذا " -30 ق م ، – 29 قم ، – 8 ق م ، – 27 ق م ، -26
ق م
حتى
وصل العلماء إلى القرن – 1 ق م أي القرن الأول قبل الميلاد .
وبعده
بدأ التأريخ الميلادي بالقرن 1 م ثم 2 م ثم 3 م وهكذا يكون العد تصاعدي بعد
الميلاد
حتى
وصل العلماء للقرن الخامس الميلادي " القرن 5 م " وهنا توقًف العلماء عند الحدث
الهام جداً الذي غيّر وجه التاريخ وهو سقوط روما وتحديداً عام 476 م .
من اختراع الكتابة حتى سقوط روما " العصور القديمة "
وروما
هي عاصمة الامبراطوريّة الرومانية من أعظم الامبراطوريّات على مر التاريخ
حيث
كانت تحكم ما حول البحر المتوسط شمالاً في أوروبا وشرقاً في آسيا ، وجنوباً في
افريقيا، وقد سقطت روما على يد البربر القوط الغربييّن وأصلهم من شبه جزيرة أيبيريا
"
أسبانيا حالياَ " واستولى القوط الغربيين على الجزء الغربي من الإمبراطورية .
أما
الجزء الشرقي فقد ورثة اليونان " الاغريق " وعُرف باسم الإمبراطورية البيزنظيّة
وعاصمتها
القسطنطينيّة .
وأهم
ما ميّز العصور القديمة هو ظهور حضارات عظيمة في الشرق مثل حضارة مصر الفرعونية
والحضارة بلاد الرافدين " العراق " وحضارة بلاد الشام ، وحضارات شبه
الجزيرة العربية ، ثم تمدُد الإمبراطورية الرومانية لتحكم تقريباً حوض البحر
المتوسط بكامله.
من سقوط روما حتى سقوط القسطنطينيّة و " العصور الوسطى "
مع
سقوط روما انتهت العصور القديمة وبدأت العصور الوسطى , ودخلت أوروبا فترة من أسوأ
فترات تاريخها خلال عشر قون قادمة أي 100 عام ، وقد سميت تلك الفترة في أوروبا
الغربية بعصور الظلام حيث سيطر رجال الدين الفاسدين على الأمور ، وظهر نظام
الاقطاع الذي استعبد فيه ملايين البشر من الأوروبيّن للعمل في مزارع النبلاء
وانتشرالفقر
والجهل والمرض في أوروبا .
وفي
نفس التوقيت تقريباً الذي عمّ الظلام أوروبا، أشرق النور في الشرق، حيث بُعث محمد
عليه الصلاة والسلام نبياً في شبه جزيرة العرب وولد الإسلام وانتشر في عهد خلفائه
من بعده خلال عصر الخلفاء الراشدين ثم الدولة الأموية ثم العباسيّة وهكذا.
نور
في الشرق وظلام في الغرب خلال 1000 عام هي العصور الوسطى، التي انتهت بسقوط
القسطنطينيّة عاصمة الامبراطوريّة البيزنطية في يد السلطان العُثماني محمد الثاني
أو
محمد الفاتح عام 1453م .
عصر النهضة الأوروبيّة " هو جزء من العصور الوسطى "
ومع
اقتراب العصور من الوسطى من القرن ال 13 م بدأت أوروبا نهضة في شتى المجالات
مستفيدة من علوم المسلمين واحياء علومها القديمة خلال 300 عام أ و 3 قرون
وهى
" 13م ، 14 م ، 15 م " وهى ما تُعرف باسم عصر النهضة الأوروبيّة.
أدى
عصر النهضة إلى الكثير من التغيرات الإيجابية في القارة الأوروبيّة، بدايًة من
القرن الخامس عشر ومع سقوط غرناطة في الأندلس، وسقوط بيزنطة ، بدأ عصٌر جديد سمي
بالعصر الحديث أو عصر الحداثة فيما بعد، وذلك نتيجة للتقدم الفكري والاعتماد
الكبير على المنهج العلمي التجريبي والتطورات العلمية في القارة الأوروبية والتي
توجت بانطلاق لثورة الصناعية في بريطانيا تحديدًا.
شهدت العصور الحديثة ثورة على مستوى البشرية
انطلقت من القارة الأوروبية لتنتشر حول العالم عن طريق الحملات الاستعمارية للدول
الأوروبية التي كانت تهدف للسيطرة على المواد الخام والقوى البشرية هناك، وامداد
المصانع الأوروبيّة بما تحتاجه ، ثم تصريف المُنتجات في تلك المُستعمرات الشاسعة
في آسيا وافريقيا والعالم الجديد الذي قاد إليه حركة الجغرافية الجغرافيّة .
، وقد
تميزت هذه العصور بالتطور السريع للتقنيات المختلفة في حياة البشر وظهور الأفكار
والعقائد الجديدة مدفوعة بنظريات التطور وتقدم علوم الفيزياء والطب والفلك وفلسفات الثورة وغيرها.
من سقوط القسطنطينيّة عام 1453م حتى الحربين العالمتين و " التاريخ الحديث"
بعد
أن توقف العلماء عند حدث سقوط القسطنطينية ليكون نهاية العصور الوسطى وبداية
التاريخ الحديث، توقف العلماء عند الثورة الفرنسيّة عام 1789م كحدث هام غيّر وجه
التاريخ ليكون نهاية التاريخ الحديث وهذا
هو التقييم الأوروبي .
وإن
كان البعض يَعتبرالحرب العالمية الأولى هي نهاية التاريخ الحديث .
وأهم
ما ميّز التاريخ الحديث النهضة الأوروبية، النهضة الأوروبية الشاملة ، و قيام
الثورة
الصناعية ، و حركة الكشوف الجغرافية ، وحركة
الاستعمار الأوروبي.
من الثورة الفرنسية عام 1789م حتى وقتنا هذا و " التاريخ المُعاصر"
وبعد
الثورة الفرنسيّة ونهاية التاريخ الحديث ، يبدأ التاريخ المُعاصر الذي نعيشه منذ
قرنين من الزمان تقريباً ، وله ملامح مميزات شريعة ومتلاحقة ومختلفة عما سبقه من
عصور.
وأهم
مايُميز التاريخ المعاصر
التقدم
العلمي المُذهل والابتكارات العلمية المُتلاحقة وتطور وسائل النقل والمواصلات
والاتصال ، وحركات التحرر من الاستعمار، والثورة المعلوماتية، و الاختراعات حديثة
واكتشاف
الفضاء.
ويلخص
الجدول التالي ما قدمناه عن عصور التاريخ