الجديد

النهاية المأساوية لمحمد بن القاسم الثقفي l فاتح بلاد السند

 

النهاية المأساوية لمحمد بن القاسم الثقفي l فاتح بلاد السند


النهاية المأساوية لمحمد بن القاسم الثقفي l فاتح بلاد السند 


قصة فتح بلاد السند وكيف مات في سجن عمه 


موضوعات تهمك 

لمتابعة موضوع الأفروسنتريك المركزية الافريقية  (من هنا ) وموضوع  لورنس العرب (من هنا


من هو محمد بن القاسم الثقفي

 

مُحمد بن القاسم الثقَفي أحد أشهَر القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، وأحد أشهَر الفاتحين في العصر الأُموي

حيث سجَّل التاريخ باسمه إتمام فتح بلاد السِّنْدْ

باكستان حالياً

وعلى الرغم من عمله العسكري العظيم

كانت نهايته مأساوية بعد أن تعرّض للتعذيب

في نفْس السجن وبنفْس الأدوات

التي لطالما تم تعذيب الكثير على يد عمه الحجاج بن يُوسف الثقَفي

ولكن كيف ولماذا

هذا ما سنتعرفُ عليه في الدقائق القليلة القادمة

 

نشأة مُحمد بن القاسم الثقَفي العسكريّة في عائلة حاكمة


كان ميلادُ مُحمد بن القاسم عام

اثنان وسبعون هجريّة  المُوافق :692 ميلادية بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحَكَم من كبار ثَقيف،

وفي عام خمسة وسبعون هجرية عُيِّن عمه الحجاج بن يُوسف الثقَفي والياً على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية، في عهد الخليفة الأُموي عبدالملك بن مروان،

فقام الحجّاج بتعْيين عمَّهُ القاسم والياً على مدينة البصرة،

 فانتقل الطفل مُحمد بن القاسم إلى البصرة مع والده حاكم البصرة ، فنشأ محمد بين الأمراء والقادة

 فوالده أمير، وعمّه الحجاج أمير، وأكثر بَني عُقيل من ثَقيف قوم الحَجّاج أمراء وقادة، وكان لذلك الأثر الكبير في شخصية الطفل محمد.

ثم قام  الحَجَّاج  ببناء مدينة واسِط التي صارت معسكراً لجُنده الذين يُعتمد عليهم في الحروب،

وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ   مُحمد بن القاسم وتدرب على الجندية،

حتى أصبح من القادة وهو لم يتجاوز بعد 17 عاماً من العمر.

 

  قصَّة فتح بلاد السِّنْدْ

بدأ فتح  بلاد السِّنْدْ أيام مُعاوية بن أبي سفيان، على يد القائد الشهير المُهلّبْ بن أبي صَفرة واستمَرَّالفتح على يد عدد من القادة ،  

وبعد ذلك فصل المسلمون بين بلاد الهند و  بلاد السِّنْدْ ،

 فلما تولى الحجاج بن يُوسف الثقَفي جعل من أولوياته فتح بلاد السِّنْدْ

 وقد رأى أن هذا الفتح لن يتم إلا بجيش قوي وقائد مُحنَّك،

ووقع الاختيار على مُحمد بن القاسم الثقَفي وكان ذلك عام

 تسع وثمانون هجرية،

حيث جاءته الفرصة بعد أن استولى قراصنة السِّنْد من الديبل بعِلْم من ملكهم داهِر

   في عام تسعون هجريّة على ثمانية عشرة  سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحَّارة والنساء المسلمات، اللائي عمل آباؤهن بالتجارة وماتوا في سَرنْديب وسِيْلان، فصرخت مسلمة من بني يربوع 

وا حَجَّاجاه، وا حَجَّاجاه

، وطار الخبر للحجَّاجْ باستغاثتها.

 

حاول الحجاج بن يُوسف الثقَفي استرداد النساء والبحَّارة بالطرق السلمية،

ولكن

 اعتذر داهر  بأنهُ لا سلطان له على القراصنة، فثارت ثائرة الحجاج، وأعد جيشاً تلو الآخر،

وأقسم ليَفتَحَّنَّ هذه البلاد، وينشر الإسلام في ربوعها، فقرّر القيام بحملة منظمة،

ووافق الخليفة الوليد بن عبدالملك، بعد أن تعهد له الحجاج  

 أن يردَّ إلى خزينة الدولة ضِعف ما ينفقه على بلاد السِّنْدْ

وقع اختيار الحجاج بن يُوسف الثقَفي على مُحمد بن القاسم الثقَفي ليقود جيش الفتح،

  ، فاجتاز الجيش حدود إيران في عام تسعون هجريّة إلى الهند،

 وبرزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة

وإدارة المعارك، فحَفَرَ الخنادق، ورَفَعَ الرايات، والأعلام، ونَصَبَ المنجَنيقات، ومن بينها منجَنيق يقال له العروس،

كان يقوم بتشغيله خمسمائة رجُلْ، تُقْذَفُ منه الصخور إلى داخل الحصون فيدُكّها دكّاً

إلى أن أتم فتح بلاد السِّنْدْ.

 

الرواية الأولى لنهاية مُحمد بن القاسم الثقَفي تحت التعذيب

 

بعد وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وتولي أخيه سُليمان بن عبد الملك الحُكْمْ

، قرَّرَ سُليمان بن عبد الملك بأن يضطهد كل أقارب ورجال الحجَّاج بن يُوسف الثقَفي

 وذلك لأنه يكره الحجّاج

لأن الحجّاج كان يُطالب الوليد بن عبدالملك  بأن يخلع أخاه سُليمان بن عبدالملك  من ولاية العهد،

وكذلك لأن سليمان بن عبد الملك كان يرى في القادة الثقفيين خطراً على الدولة الأُموية لكثرتهم ولسيطرتهم على مناصب كثيرة.

وكان حِقْدُ سُليمان على مُحمد بن القاسم الثقَفي هو الأشد،

 لأن مُحمد بن القاسم الثقَفي هو الأقرب للحجّاج بن يُوسف الثقَفي ، وكان الجميع يعتبرهُ وريثاً للحَجَّاج،

فأرسل سُليمان أمراً إلى القائد مُحمد بن القاسم الثقَفي

بالقدوم إلى العراق،

وحينما وصل إلى العراق

تم تقييده بالسلاسل وإرساله إلى سِجنِ واسِط ،

 وفي السَّجن تم تعذيبه بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في أحد عشر من  ذي القعدة ستة وتسعون  هجرية الموافق

   ثمانية عشر من شهر يوليوعام سبعماءة وستة عشر ميلادية ، وكان عمره 23 عاما.

 

رواية ثانية  لنهاية مُحمد بن القاسم الثقَفي والمصير واحد

بدأت فصول مأساة ومحنة محمد بن القاسم 

عندما توفي الخليفة الوليد بن عبد الملك وذلك سنة ست وتسعون  هجرية،

 وتولى مكانه أخوه سُليمان بن عبد الملك،

وكان شديد الكُره للحَجَّاج بسبب جرائم الحجَّاج وسفكه لدماء الكثيرين لأقل شُبهة،

 فلما تولى سُليمان الخلافة قام بتعيين واحد من أشد خصوم الحَجَّاج وهو

صالح بن عبد الرحمن

 أميرًا على العراق فقام هذا الرجل بعزل كل رجال الحجّاج من مناصبهم ومن المؤكد ان يكون أولهُم محمد بن القاسم أمير السِّنْدْ وفاتِحُها.

 

ولما وصل نبأ العزل مُحمد بن القاسم الثقَفي

حاول البعض إقناعه بالعصيان والانفراد بهذه البلاد البعيدة عن مركز الخلافة،

خاصة أن جنوده يحبونه وكذلك من أسلم من أهل السِّنْدْ والهِند، وسبق أن ثار بهذه البلاد ثائران من العرب،

هما: محمد، ومعاوية، إبنا الحارث العلافي،

ولكن وجود "داهر" حال دون انفرادهما بهذه البلاد،

 وحاولوا اقناع مُحمد بن القاسم الثقَفي

  بأنه مظلوم ولا ذنب له، وتخويفه من صالح بن عبد الرحمن، ولكن مُحمد بن القاسم الثقَفي وافق على قرار العزل.

 

وكانت  صِيِتا  ابنة "داهر" ملك السِّنْدْ

 قد وقعت في الأَسْر بعد مقتل أبيها، فتقدمت للوالي الجديد "يزيد بن أبي كبشة"

 بشكوى ادعت فيها أن مُحمد بن القاسم الثقَفي قد اغتصبها بالقوة بعد وقوعها في الأَسر.

 

ولأن التهمة كبيرة،

قرر الوالي الجديد القبض على مُحمد بن القاسم الثقَفي

وإرساله إلى والي العراق "صالح بن عبد الرحمن" للتحقيق، وبالفعل حُمِل مُحمد بن القاسم الثقَفي مقيدًا بالأغلال إلى العراق.

 

وكان والي العراق الجديد "صالح بن عبد الرحمن" شديد الكراهية والبغضاء للحجّاج بن يُوسف الثقَفي ،

ذلك لأن الحَجَّاج قد قتل آدم أخا صالح، فأراد صالح أن يُدرك ثأره من الحَجَّاج وذلك بالانتقام من أقربائه.

 

قام صالح بن عبد الرحمن بحبس مُحمد بن القاسم الثقَفي في سجن مدينة واسط

الذي طالما زجَّ فيه الحَجَّاج خصومه لأدنى شُبهة،

وبنفس آلات التعذيب أمَرَ صالح بتعذيب مُحمد بن القاسم الثقَفي حتى يعترف هل ارتكب هذه الجناية الشنيعة، وظل فى هذا الشأن حتى مات.


أثر فتوحات م

حمد
على نشر الإسلام في شبه القارة الهندية


اشتهر مُحمد بن القاسم الثقَفي بفتوحاته في منطقة السِّنْد باكستان حالياً

حيث بدأ حملته العسكرية هناك عام 711 ميلادية  بأمر من الخليفة الوليد بن عبد الملك وبإشراف من عمه الحجّاج بن يُوسف الثقَفي.

 

بدأت الحملة بفتح مدينة الديبل، التي تقع على الساحل

قرب كراتشي الحالية

. وبعد فتح الديبل، توجه مُحمد بن القاسم الثقَفي إلى الداخل،

وتمكن من فتح العديد من المدن والحصون، بما في ذلك مِلْتان ،والسِّنْدْ.

كان مُحمد بن القاسم الثقَفي يطبق سياسات عدل وإنصاف مع السكان المحليين،

مما ساهم في تسهيل انتشار الإسلام في تلك المناطق

فتوحات مُحمد بن القاسم الثقَفي في السِّنْد كانت ذات تأثير كبير على نشر الإسلام في شبه القارة الهندية.

بفضل سياساته العادلة والمعاملة الحسنة للسكان المحليين، تمكن من كسب ولاء الكثير منهم، مما ساهم في تعزيز انتشار الثقافة الإسلامية في المنطقة.

باختصار، مُحمد بن القاسم الثقَفي كان واحداً من أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، ورغم صغر سنه،

 فقد تمكن من تحقيق إنجازات عسكرية هائلة كان لها تأثير كبير على مسار التاريخ في شبه القارة الهندية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -