العوامل التي تحكم العلاقة بين الذهب والدولار: وما أسباب ارتفاع الاثنين معاً؟
لماذا يهتم المستثمرون بسعر الذهب؟
موضوعات تهمك
لمتابعة موضوع قمة بريكس في عاصمة المغول (من هنا)
وموضوع أغرب سبع حدود سياسية في العالم (من هنا )
وموضوع النمسا في التاريخ والجغرافيا (من هنا )
مقدمة
يمتلك الذهب
مكانة اقتصادية جوهرية فى الاقتصاد العالمى.
لذلك يكون الذهب
محط اهتمام الكثير من المستثمرين.
فالذهب من
الأصول التي تتأثر بعوامل متعددة منها الصراعات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية
وعوامل التضخم.
ويؤدى ذلك الى
حدوث ارتفاع فى أسعار الذهب عالميا.
ويتابع المستثمرون سعر الذهب عالميا لاختيار
الوقت المناسب سواء البيع أو الشراء
وذلك للحصول على
أعلى عائد استثماري
كيف يتأثر سعر الذهب بالعرض والطلب؟
يتأثر الذهب مثله مثل أي سلعة أخرى بقاعدة
العرض والطلب.
فعندما يزداد الطلب على الذهب في المناسبات
والأعياد وكذلك وقت الازمات الاقتصادية العالمية
تزداد أسعار
الذهب كما حدث وقت أزمة كورونا
وكذلك وقت
الأزمات الجيوسياسية وأوقات الحروب الخ...
بينما ينخفض سعر الذهب فى الاوقات التي يكثر فى
حركة العرض مثل الاوقات التي تزيد فيها معدلات إنتاج المناجم والتعدين.
هل هناك علاقة بين أسعار الذهب والتضخم والفائدة؟
هناك علاقة
مباشرة بين التضخم وسعر الذهب عالميا ولابد من معرفة العلاقة بين الذهب والتضخم
وتظهر العلاقة
بين سعر الذهب والتضخم فى خلال فترات التضخم المرتفع، حيث تنخفض قيمة العملات
الاقتصادية، وعلى العكس ترتفع قيمة الذهب. لذلك يتجه الكثير من المستثمرين الى الاستثمار
في الذهب حيث أنه ملاذ آمن ضد التقلبات الاقتصادية.
ما العلاقة بين
سعر الذهب وقوة وضعف الدولار الأمريكي؟
الدولار الأمريكي هو العملة الأساسية المؤثرة
على سعر الذهب عالميا.
ويظهر هذا
التأثير فى حدوث ارتفاع ملحوظ فى سعر سبيكة الذهب فى ظل انخفاض قيمة الدولار
الأمريكي وتراجعه اقتصاديا.
وذلك لأنه العملة المهيمنة على الاقتصاد
العالمي
أما عن العوامل التي تحكم العلاقة بين الذهب والدولار
تتحكم عدة عوامل
في العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي،
وتعتبر هذه
العلاقة واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا وتداخلًا في الأسواق المالية العالمية.
إليكم أبرز هذه
العوامل:
قوة الدولار الأمريكي
علاقة
عكسية تقليدية:
هناك علاقة
عكسية بين الدولار الأمريكي والذهب. عندما يرتفع الدولار، يميل سعر الذهب إلى
الانخفاض،
والعكس صحيح.
ذلك لأن الذهب يتم تسعيره بالدولار، فعندما يقوى الدولار يصبح شراء
الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين بالعملات الأخرى،
مما يؤدي إلى تقليل الطلب عليه وبالتالي انخفاض سعره.
مؤشر الدولار
الأمريكي: قوة الدولار تُقاس غالبًا بمؤشر الدولار الأمريكي،
الذي يقيس قيمته
مقابل سلة من العملات الرئيسية. إذا ارتفع هذا المؤشر، فإن ذلك يؤثر سلبيًا على
أسعار الذهب.
السياسة النقدية
وأسعار الفائدة
سياسات الاحتياطي الفيدرالي: يُعتبر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي {البنك المركزي}
من أهم المؤثرين على العلاقة بين الذهب
والدولار، خاصةً من خلال التحكم في أسعار الفائدة.
إذا قام برفع
أسعار الفائدة، فإن ذلك يعزز من قوة الدولار ويؤدي إلى تراجع أسعار الذهب.
تأثير الفائدة:
الذهب لا يُدر عوائد مثل الفائدة أو الأرباح، وبالتالي عندما ترتفع أسعار
الفائدة على الودائع والسندات، يميل المستثمرون
إلى تفضيل هذه الأصول على الذهب،
مما يؤدي إلى تراجع سعره.
التضخم
دور الذهب كملاذ آمن:
الذهب يُعتبر
ملاذًا آمنًا للحفاظ على القيمة، خاصة في أوقات
التضخم المرتفع.
عند ارتفاع التضخم، يفقد الدولار قوته الشرائية، مما يدفع
المستثمرين
لشراء الذهب للحفاظ على قيمة أصولهم. بالتالي، يرتفع سعر الذهب في أوقات التضخم
المرتفع.
الأزمات الاقتصادية والسياسية
هذه الأزمات غالبًا ما تؤدي أيضًا إلى ضعف
الدولار، مما يعزز من الزيادة في أسعار الذهب.
الطلب والعرض على الذهب
الطلب
الاستثماري والصناعي:
يعتمد سعر الذهب
أيضًا على الطلب من قبل المستثمرين، والبنوك المركزية،
وكذلك الطلب
الصناعي وخاصةً في الصناعات الإلكترونية والمجوهرات.
التعدين
والإنتاج:
مستويات الإنتاج
والتعدين تؤثر أيضًا على العرض. إذا كان هناك نقص في الإنتاج
أو تراجع في اكتشافات الذهب، فإن ذلك يمكن أن
يرفع سعره.
مجموعة عوامل عالمية
حركة أسواق
الأسهم:
في حال وجود
تراجع في أسواق الأسهم، قد يلجأ المستثمرون إلى شراء الذهب كوسيلة
لتقليل المخاطر،
مما يعزز الطلب على الذهب.
العلاقات الاقتصادية الدولية:
أي تغير في التجارة العالمية، أو تقلبات في
العلاقات الاقتصادية بين الدول الكبرى، يمكن أن يؤثر على أسعار الدولار وبالتالي
على سعر الذهب أيضًا.
لماذا ارتفع
يرتفع الدولار والذهب معاً في مخالفة للقواعد الاقتصادية
في مُخالفة
لقواعد الاقتصاد العالمي التي تقول إن حركة الذهب والدولار غالباً حركة عكسية
وليست طردية
بمعنى أنه إذا
ارتفع الذهب انخفض الدولار والعكس صحيح
إذاً ما يحدث هذه الأيام من ارتفاع الدولار والذهب معاً ؟
يعد سابقة نادرة، حيث عادةً ما يتحركان في
اتجاهين معاكسين كما ذكرنا
حين يرتفع الدولار، يميل الذهب للانخفاض،
والعكس صحيح.
لكنْ في بعض الحالات الاستثنائية، يمكن أن يشهد
السوق ارتفاعًا متزامنًا لكل
من الدولار
والذهب بسبب عدة عوامل متشابكة ومتداخلة
ماهي تلك
العوامل التي أدت إلى ارتفاع الذهب والدولار معاً
فيما يلي تحليل للأسباب التي تؤدي إلى هذا الارتفاع المُتزامن:
أولاً:
البحث عن ملاذاتٍ آمنة وقت التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين العالمي
وهنا نتحدث عمّا
يحدث في أوكرانيا وروسيا
والأحداث
المرتبطة بالصين وجزيرة تايوان
وأخيراً ما يحدث
في منطقة الشرق الأوسط
بين إسرائيل
وإيران وما يُحيط به من تهديدات بانخفاض إمدادات النفطْ
وهذا هو الأهم
في حديثنا اليوم
فعند حدوث
توترات عالمية، مثل الأزمات السياسية، أو النزاعات العسكرية، أو عدم الاستقرار
في مناطق حيوية، يسعى المستثمرون للبحث عن
ملاذات آمنة للحفاظ على أموالهم.
الذهب والدولار
يُعتبران من هذه الملاذات، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب باعتباره
أداة للحماية من
التضخم وملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، وفي نفس الوقت يزداد الطلب
على الدولار
الأمريكي باعتباره العملة الاحتياطية
للاقتصاد
العالمي
العامِل الثاني: ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة
مع ارتفاع أسعار
الفائدة الأمريكية، يُصبح الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين؛
لأن العوائد على
السندات الحكومية الأمريكية المقومة بالدولار ترتفع، مما يعزِّز الطلب على
الدولار.
وفي الوقت نفسه، قد يرتفع الذهب في ظل توقعات بتباطؤ
الاقتصاد العالمي
الناتج عن هذه
السياسة النقدية،
حيث ينظر للذهب
كأداة للتحوط من المخاطر الاقتصادية.
العامل الثالث: التضخم والركود
التضخم وقلق
المستثمرين من الركود
التضخم أي
ارتفاع الأسعار
والركود اقتصادي بمعنى توقع انخفاض النمو العالمي
قد يؤديان إلى تعزيز الطلب على الأصول الآمنة،
مثل الذهب.
ويحدث التضخم في
الدول الكبرى بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، الغذاء،
واضطرابات سلاسل
التوريد، ما يدفع المستثمرين للجوء إلى الذهب
كوسيلة للحفاظ
على القوة الشرائية لرؤوس أموالهم، وفي ذات الوقت
يعزز الطلب على
الدولار
العامل الرابع: تدفق رؤوس الأموال نحو الولايات المتحدة
في أوقات عدم
الاستقرار في الأسواق العالمية، يميل المستثمرون إلى سحب
استثماراتهم من
الأسواق الناشئة والانتقال إلى السوق الأمريكية، مما يعزز الطلب
على الدولار
ويرفع قيمته. وبالتزامن مع ذلك، يقوم بعض المستثمرين باللجوء إلى الذهب
كتحوط ضد تقلبات الأسواق العالمية والعملة.
العامل الخامس: التوجه نحو الاستثمارات البديلة وزيادة حجم المشتريات الاحترازية
في ظل التقلبات
في الأسواق المالية، يبحث المستثمرون عن استثمارات
بديلة لتقليل
المخاطر، والذهب يُعتبر خيارًا رئيسيًا، حيث يمكن أن يحقق مكاسب
أو يحمي من
خسائر في أوقات الاضطرابات.
كما أن ارتفاع
الطلب على الدولار يسهم في توفير قوة شرائية أكبر للمستثمرين
الدوليين، ما
يزيد من الإقبال على الذهب في الأسواق العالمية.
العامل السادس: سياسات البنوك المركزية العالمية
تتأثر أسعار
الذهب والدولار أيضًا بسياسات البنوك المركزية العالمية، فإذا
كانت البنوك
المركزية تقوم بزيادة احتياطياتها من الذهب والدولار لحماية اقتصادياتها في
أوقات الأزمات،
يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعارهما معًا.
في النهاية نقول
إن ارتفاع
الدولار والذهب معًا يعكس حالة غير تقليدية، تنم عن مزيج من التوترات
الاقتصادية
والسياسية العالمية، وسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتضخم المرتفع،
وحالة
عدم اليقين التي
تدفع المستثمرين نحو الاحتياطيات الآمنة. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة يرتفع
فيها الذهب
والدولار معًا، مما يعكس مدى تعقيد السوق الحالي ومدى تأثره بالمتغيرات العالمية.