الجديد

مؤتمر قمة بريكس في قازان الروسية

 مدينة قازان - مدينة كازان - أرض المغول - أرض التتار


مؤتمر قمة بريكس في قازان الروسية


تتارستان الروسية {أرض المغول}

موضوعات تهمك 

لمتابعة موضوع اثيوبيا  (من هنا ) وموضوع كيف تم بناء الأهرامات (من هنا) وموضوع الحرب العالمية الثانية (من هنا

مقدمة

استضافت مدينة قازان التترية عاصمة جمهورية تَتَارِستان الروسية قمة البريكس مؤخرا

بين يومي 22 أكتوبر حتى 24 أكتوبر برئاسة روسيا والرئيس الروسي بوتين

فلماذا تم اختيار مدينة قازان المٌسلمة لاستضافة قمة البريكس

وما أهم ما تتميز به

وما ثقافتها

وما دين غالبية سكان قازان

كل تلك الأسئلة وغيرها نتابعها معاً في الدقائق التالية

فرقاء داخل تجمع بريكس ونظام عالمي جديد

ثمة اختلافات داخل مجموعة البريكس

يرتاح الغرب لها ، أولها عدم اتفاق الصين والهند على أي شيء. لأن هاتين الدولتين في حال جديّتهما ستضيفان لتجمّع البريكس نفوذاً هائلاً".

   "الصين والهند يجاهدان في محاولة للتقارب . ومحاولة الجمع بينهما في تعاون اقتصادي يُعدُ تحدياً لا ينتهي".

 وليست الصين والهند وحدهما مَن بينهما اختلافات؛ فثمة توتر بين أحدث عضوين في تجمّع بريكس – مصر وإثيوبيا.

 وهناك أيضاً إيران والسعودية، فلطالما كانت الدولتان خصمين إقليميين كذلك.

 إن "فكرة اجتماع هذه الدول للاتفاق على شيء عظيم الأهمية، نتمنى أن يحدث لتحقيق الهدف المرجو من التجمع

 وفي حين تسعى روسيا   إلى إيجاد "نظام عالمي جديد"، فإن هناك أعضاء آخرين في مجموعة بريكس، مثل الهند، حريصون على الحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع الغرب.

 وفي قمة قازان، سيحاول فلاديمير بوتين   تجاوُز تلك الاختلافات بين الدول الأعضاء وإعطاء انطباع  أن هناك وحدة بين تلك الدول.

هذا إلى جانب إرسال رسالة إلى الداخل الروسي والغرب  مفادها أن روسيا أبعد ما تكون عن العزلة.

مدينة قازان

تُعدُّ مدينة قازان، عاصمة جمهورية تَتَارِستان ضمن الاتحاد الروسي،

من أبرز المدن ذات التراث الثقافي والديني المُتنوع،

والتي تجمع بين التقاليد الروسية والتتارية والإسلامية.

تقع قازان على ضفاف نهر الفولغا، وتُعدُّ مركزًا اقتصاديًا وتعليميًا وثقافيًا رئيسيًا،

حيث استضافت العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية، مثل قمة البريكس الأخيرة، مما يُبرِزْ مكانتها كبوابة بين أوروبا وآسيا.

تاريخ قازان

تأسست قازان في القرن العاشر الميلادي كجزء من دولة بُلغار الفولغا،

التي كانت واحدة من أوائِل الدول التي اعتنقت الإسلام في المنطقة.

تطورت المدينة تحت حكم المغول في القرن الثالث عشر، وأصبحت في القرن الخامس عشر عاصمة لخانية قازان. ولكن، في عام 1552،

استولى القيصر الروسي إيفان الرهيب على قازان بعد حصار طويل،

وضمتها الإمبراطورية الروسية، مما جعلها مركزًا للمزيج الثقافي والعرقي بين التتار والروس.

 أصبحت قازان بعد ذلك مركزًا مهمًا للتجارة بين الشرق والغرب، وازدهرت كموقع رئيسي للتواصل بين العالم الإسلامي والأرثوذكسي.

وقد شهدت المدينة نهضة ثقافية في القرن التاسع عشر، حيث افتُتحت فيها العديد من المدارس الإسلامية والمساجد.

 الثقافة والدّين في قازان

قازان تمثل رمزًا للتسامح الديني، حيث تتعايش فيها مختلَف الطوائف بشكل سلمي.

يُعتبَر الإسلام جزءًا أساسيًا من هوية قازان، وهناك العديد من المساجد القديمة والمعالم الإسلامية التي تعود إلى حقب زمنية مختلفة،

مثل مسجد

قولْ شريف،

الذي يُعتَبَر واحدًا من أكبر المساجد في روسيا، وتم بناؤه في القرن السادس عشر وأعيد بناؤه في القرن العشرين. إلى جانب الإسلام، يوجد العديد من الكنائس الأرثوذكسية، مثل كاتدرائية البشارة في الكرملين القازاني، مما يعكس التعايش الثقافي والديني في المدينة.

 قازان الحديثة والتنمية الاقتصادية

تمتاز قازان بكونها مركزًا صناعيًا وتعليميًا مهمًا في روسيا، حيث تضم العديد من المصانع والشركات الكبرى، لاسيما في مجال الصناعات النفطية والبتروكيماوية. كما تُعد موطنًا لجامعات عريقة، مثل جامعة قازان الفيدرالية، التي تُعد من أقدم وأشهَر الجامعات الروسية.

إضافة إلى ذلك، تُعتَبَر قازان مدينة رياضية بامتياز؛ فقد استضافت العديد من البطولات الرياضية الدولية،

مثل كأس العالم 2018، وقد عزَّزَ ذلك من مكانتها السياحية والاقتصادية. وقد نفّذَت المدينة مشاريع تنموية لتطوير البنية التحتية، مثل تحديث الطرق والمرافق العامة والفنادق.

 قمة البريكس في قازان

تأتي استضافة قازان لِقِمَّةِ مجموعة البريكس كجزء من سياسة روسيا الرامية لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية،

وخاصة في وقت تواجه فيه تحديات سياسية واقتصادية من الدول الغربية.

وجاء اختيار قازان تحديدًا لاستضافة القمة لما تحمله من رمزية خاصة كونها مركزًا للحوار بين الشرق والغرب، ولإبراز ثقافة روسيا الإسلامية أمام الوفود من الدول الأعضاء في البريكس، مثل الهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا.

 

خلال قمة البريكس، تم التركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، خاصةً في قطاعات الطاقة، والتكنولوجيا، والتجارة، والتعليم. وقد نُوقشت أيضًا القضايا العالمية، مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، وتداعيات النزاعات الدولية. وقد تم تسليط الضوء على دور قازان كمثال للتعايش السلمي بين الثقافات والأديان، مما يُعزز الصورة الإيجابية لروسيا على المستوى الدولي.

 التحديات المستقبلية وآفاق التطوير

رغم التطور الكبير الذي شهدته قازان، إلا أنها تواجه تحديات، مثل تحسين جودة الحياة للمواطنين،

 وتطوير المزيد من البنى التحتية المستدامة. ومع ذلك، فإن المدينة تتمتع بإمكانات قوية لتعزيز مكانتها كمركز للتجارة والثقافة في روسيا، 

وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الغنية وثقافتها المتنوعة.

في المستقبل، قد تعمل قازان على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من خلال تسهيل قوانين الاستثمار وتعزيز السياحة، 

مع الحفاظ على إرثها الثقافي والديني الفريد. 

ويُتوقع أن تستمر في لعب دور هام كمنصة دولية للتواصل بين الثقافات، ودعم المبادرات الاقتصادية والسياسية الدولية.

 النهاية

قازان ليست مجرد مدينة روسية ذات طابع إسلامي، بل هي رمز للتنوع والانفتاح والتعايش السلمي. ومن خلال استضافتها لقمة البريكس، أظهرت قازان استعدادها لأن تكون جسرًا بين مختلف الثقافات والأمم، مسهمةً في تشكيل عالم أكثر تعاونًا وتنوعًا.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -