قصة اغتيال الزعماء الثلاثة: الملك فيصل، هواري بومدين، وأنور السادات – مؤامرة أم مصير محتوم؟
قصة اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز
كلمة السر هي حرب أكتوبر
"في أكتوبر 1973، اجتمع العرب على كلمة
واحدة... معركة لاستعادة الأرض والكرامة... لكن خلف خطوط القتال، كان هناك رجال
حملوا على عاتقهم مسؤولية الحرب... ودفعوا ثمن مواقفهم بدمائهم."(
"الملك فيصل… رجل حوّل النفط إلى سلاح،
فجعل العالم يقف على حافة أزمة خانقة، وكان صوته يدوي في وجه القوى العظمى."
"هواري بومدين… الزعيم الذي لم يتردد في
إرسال الجنود والسلاح، وواجه السوفييت بصرامة ليضمن استمرار تدفق الأسلحة إلى
الجبهات."
"أنور السادات… القائد الذي أعاد للعرب
مجد النصر، لكن حسابات السياسة جعلته مستهدفًا... فسقط برصاص أبناء وطنه."
"ثلاثة زعماء… جمعهم النصر في أكتوبر…
وفرقتهم رصاصات الاغتيال… فهل كانت حربهم الأخيرة؟"
وعلى
الرغم من اختلاف ظروف وفاتهم، إلا أن هناك اعتقادًا شائعًا بأن دورهم البطولي في
الحرب كان أحد الأسباب التي أدت إلى اغتيالهم.
#ونبدأ بالملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله
دور الملك فيصل في دعم حرب أكتوبر
لعب الملك فيصل
بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، دورًا رئيسيًا في دعم المجهود
الحربي المصري السوري خلال حرب أكتوبر. فعندما تواصل معه الرئيس السادات لمناقشة
تحديات الحرب،
لم يتردد الملك فيصل في تقديم دعم مالي غير
محدود لمصر، حيث قال للسادات: "ما تقول ميزانية، انتوا بتروحوا تشتروا سلاحكم
وبتبعتولنا الفواتير ونحن بنسدد".
ولكن مساهمة
الملك فيصل لم تقتصر على الجانب المالي فقط، بل استخدم أيضًا سلاح النفط في
المعركة،
حيث قاد حملة
لقطع إمدادات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة، مما أثر
بشكل كبير على الاقتصاد الغربي. هذا القرار الجريء وضعه في مواجهة مباشرة مع القوى
العظمى، مما أدى إلى اغتياله عام 1975 على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد في
ظروف غامضة، وسط تكهنات بوجود أيادٍ خارجية خلف الحادث.
مواقف خالدة لرجال كانوا رجالاً
مواقف الملك فصيل في حرب أكتوبر
لعب
الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود دورًا محوريًا في دعم مصر وسوريا خلال حرب
أكتوبر 1973 ضد إسرائيل. كان موقفه قويًا ومؤثرًا في الجوانب السياسية والاقتصادية
والعسكرية، مما جعل اسمه يرتبط بشكل وثيق بالحرب.
وإليك
عزيزي المواقف الأكثر تأثيرًا:
1. قرار حظر النفط (السلاح الاقتصادي الأبرز)
في 17 أكتوبر
1973، وبعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، أعلن الملك فيصل بالتنسيق مع الدول
العربية المنتجة للنفط (أوبك) خفض إنتاج النفط بنسبة 5% شهريًا لكل دولة تدعم
إسرائيل.
لاحقًا، في 20
أكتوبر 1973، ذهب أبعد من ذلك وأعلن الحظر الكامل على صادرات النفط إلى الولايات
المتحدة وهولندا بسبب دعمهما لإسرائيل.
تسبب القرار في
أزمة طاقة عالمية، حيث ارتفعت أسعار النفط إلى 400% وأثّر بشدة على الاقتصاد
الغربي، مما أدى إلى ضغوط دولية لإيقاف الحرب ودعم الحلول السياسية.
2. تمويل المجهود الحربي المصري والسوري
قبل الحرب،
اجتمع الملك فيصل مع الرئيس المصري أنور السادات في الرياض عام 1971، وأكد له أن
السعودية ستدعم أي حرب ضد إسرائيل ماليًا وسياسيًا.
خلال الحرب، قدم
مساعدات مالية ضخمة لمصر وسوريا، وصلت إلى مليارات الدولارات، ساهمت في شراء
الأسلحة وتغطية نفقات العمليات العسكرية.
كما قدمت
السعودية أموالًا لدول المواجهة الأخرى مثل الأردن، لمساعدتها في تعزيز قواتها.
3. التنسيق العربي ضد الهيمنة الأمريكية
في قمة الخرطوم
1967 (بعد نكسة يونيو)، كان الملك فيصل أحد القادة العرب الذين أطلقوا شعار
"لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف"، مؤكدًا رفض أي علاقات مع إسرائيل.
في حرب أكتوبر،
ضغط على الدول العربية النفطية للانضمام إلى الحظر، مثل الكويت والعراق وليبيا،
مما جعل القرار أكثر تأثيرًا.
سعى إلى كسر
الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وأرسل تحذيرات مباشرة للرئيس الأمريكي ريتشارد
نيكسون بشأن دعم واشنطن لإسرائيل.
4. الدور العسكري غير المباشر
رغم أن السعودية
لم تشارك بقوات في المعارك مباشرة، إلا أنها دعمت الجسر الجوي العسكري الذي نقل
الأسلحة والعتاد من الدول الداعمة لمصر وسوريا.
أرسلت أسلحة
ومعدات عسكرية إلى مصر، كما شاركت بعض القوات السعودية في تأمين الجبهة الأردنية،
تحسبًا لأي تصعيد من إسرائيل.
5. تهديده العلني لأمريكا والغرب
عندما حاولت
واشنطن الضغط على السعودية لإنهاء حظر النفط، قال الملك فيصل عبارته الشهيرة:
"عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن،
ولن نموت من الجوع، نحن مستعدون للعودة إلى حياتنا الأولى".
هذا الموقف أثار
غضب الولايات المتحدة، حيث بدأت في البحث عن حلول بديلة للطاقة، وعُدّ هذا التحدي
أحد أسباب تدهور العلاقة بين السعودية وأمريكا في ذلك الوقت.
رغم انتهاء حرب
أكتوبر بمعاهدة سلام لاحقة، ظل الملك فيصل رمزًا للدعم العربي للقضية الفلسطينية.
يُعتقد
أن مواقفه القوية، خاصة في ملف النفط، أدت إلى اغتياله في 1975، حيث كانت هناك
تكهنات بتورط جهات غربية في مقتله بسبب تأثير قراراته على المصالح الأمريكية.
تابع لنتعرف كيف كانت النهاية
تفاصيل اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز
اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز (25 مارس 1975)
الظروف: اغتيل
الملك فيصل برصاص ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد، أثناء استقباله لوزير النفط
الكويتي عبد المطلب الكاظمي في قصره بالرياض.
#الدوافع:
هناك تكهنات بأن
الاغتيال كان مدفوعًا بدوافع شخصية، إذ قيل إن القاتل كان يحمل ضغينة بسبب مقتل
أخيه (خالد بن مساعد) أثناء احتجاجات عام 1966.
بعض النظريات
تشير إلى تورط قوى أجنبية بسبب سياسات الملك فيصل المناهضة لإسرائيل ودعمه لحظر
النفط عن الدول الغربية خلال حرب أكتوبر 1973.
#ما بعد
الحادثة: أُلقي القبض على القاتل وحوكم، ثم أُعدم لاحقًا بقطع رأسه.