راسبوتين القديس الشيطان l كيف قضى على امبراطورية القياصرة آل رومانوف في روسيا؟
راسبوتين عاش مٌحيراً ومات مُحيراً
ولادته ونشأته
الشيطان الذي كان غريبا ومحيراً في حياته مثلما كان غريباً ومحيراً في مماته ، كان
يمتلك عينان زرقاوتان يتغير لونهما وهو ينظر للناس مما يجعلهم مسلوبي الإرادة حيث
كان يستخدمهما في التنويم المغناطيسي الذي لم يكن علماً معروفاص في ذلك الحين، كما
تميز بمواصفات جسمانية قوية فتية .
منذ صغره أطلق عليه أهل قريته راسبوتين وتعني بلهجتهم الفاجر، ولم يكن ذلك اللقب
الوحيد الذي حازه راسبوتين ، ولكنه حظى بالعديد من اللقاب مثل المشعوذ والساحر
نشأ في سيبيريا أكثر مناطق روسيا فقراً في تلك الأيام حيث ولد في شهر ديسمبر من عام
1871م ، وكان ينتمي لأسرة من الفلاحين البسطاء حيث تشكلت شخصيته القاسية الخشنة
حيث أشتهر بعدم النظافة وارتداء ملابس بالية قذرة حيث كان لايهتم بالنظافة.
إتهمه أهل قريته بسرقة أحد الجياد وهو فتى لايتجاوز الرابعة عشر مما جعله يهرب من
سجنه ويختبا باحد الأديرة ليتردى من يومها رداء الرهبانية ويتصف بصفة الراهب الذى
لازمته طوال حياته ، وهناك في ذلك الدير الموجود أعلى أحد الجبال القريبة من
سيبيريا التقي براهب ناسك كان يقيم في ذلك الدير أو تلك الصومعة.
وهناك قص راسبوتين قصته على الناسك الكبير وخلال القصة لم ينس راسبوتين أن يحكى
للناسك عن السيدة العذراء التي أنقذت حياته مرة وهو طفل ثم تجلت له مرة أخرى وهو
طفل ، وقضى راسبوتين مع الناسك شهوراً يتعبد مثله وتعلّم القراءة والكتابة.
الرحيل إلى اليونان
ثم رحل راسبوتين بناءاً على نصيحة الناسك إلى جبل بنوس في اليونان حيث يعيش
الرهبان المتصوفون وهناك أقام بعض الوقت ثم عاد إلى قريته بصفات مختلفة ، فلم يعد
يعربد ولا يسكر وتغيَر داخلياً وخارجياً بشكل لافت للنظر.
راسبوتين راهباً
وبدأ أهل قريته يعاملونه على انه راهب ناسك متعبد وبدا أهل قريته والقرى المجاورة
يحكون كثيراً من أعاجيب وكرامات راسبوتين ، وتزوج راسبوتين وهو في التساعة عشر
من عمره ورزق بطفل مات وهو شهره السادس تلك الوفاة التى رآها صدمة قاسية
من القدر.
الرحيل إلى موسكو
عاد بسببها راسبوتين إلى سيرته الأولى من العربدة وبناءاً على نصيحة أحد أبناء قريته ،
خرج هوه وصديقه من القرية وقام بجولات متعددة وهو يرتدي ثياب الرهبان حتى وصل
صيته إلى مدينة كييف حيث نفوذ رجال الكنيسة الأرثوذكسية ، وسرعان ما انتقل هو
وصديقه إلى موسكو عام 1902م .
الرحيل إلى العاصمة سان بطرسبرج
ولم يستقر به المقام طويلاً بسبب غيرة الرهبان منه وخوفه من افتضاح أمره بسبب مراقبة
البوليس السري له ، فقرر الرحيل إلى سان بطرسبرج العاصمة الجديدة للدولة الروسية
آنذاك ، وهناك كانت سمعته قد سبقته وخاصة بعد أن انتشر خبر نبوأته بملاد ولى العهد
لقيصر روسيا فكان الجميع في إنتظاره.
وبعد عامين توفي القيصر الكسندر الثالث وتولى ابنه المستهتر نيقولا الثاني ، ولما كانت
من أهم خصال نيقولا الخمر وولعه الشديد بالعلاقات النسائية ، فقد مكّنت تلك الخصال
من التقارب الشديد مع راسبوتين الذي يمتلك نفس الخصال.
دخول راسبوتين القصر القيصري
وقد تعددت القصص والروايات حول دخول راسبوتين الى قصر القيصر وأيا كانت
الطريقة التي دخل بها القصر القيصري فقد دخله ثم تمكن منه بعد ذلك بعد قيامه بعلاج
الطفل الصغير ولى العهد ابن القيصر نيقولا مما ثبت أقدامه داخل القصر وثبتت مكانته
كراهب يمتلك كرامات خارقه.
راسبوتين يسيطر على القيصر وزوجته
وكان ذلك سبباً في تحوله الى رجل من أغنياء روسيا وقام بشراء قصراً ليعيش فيه وحيث
كان يلتقي فيه كل اسبوع مع مريديه والمؤمنين به من ابناء روسيا وارتفعت أسهمه
ارتفاعا جنونيا حتى أصبح يمتلك صلاحيات واسعه جدا داخل القصر وتمكن من السيطرة
على القيصرة وزوجها القيصر نيقولا.
ومن خلال تلك الصلاحيات الواسعة والسيطرة كان يعين ويعزل في الوظائف العليا بالدولة
من يشاء لدرجة قيامه بتعيين رئيس الدوما أي البرلمان الروسي ، إلا انه وبسبب حفلاته
الماجنة التي تمكن البوليس السري للقصر معرفتها وكتابة تقارير عنها تمكن رئيس الوزاء
القور ستولبين من استصدار قرار من القيصر بطرده خارج بطرسبرج ليعود راسبوتين
مرة ثانية بعد اغتيال ستولبين .
بداية النهاية
تمكن راسبوتين من جعل القيصر يعزل ابن عمه الدوق نيكولاس من قيادة جيوش روسيا
بعد أن أهان راسبوتين ، وقد أدت تلك الحادثة إلى غضب قادة الجيش الروسي من سيطرة
راسبوتين على القيصر وزوجته ، ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد ن فقد كان راسبوتين
يسير بروسيا إلى مصير مظلم مجهول .
وكان راسبوتين قد أقنع القيصرة زوجة القيصر نيقول بانها سوف تموت بعد موته هو بستة
أشهر ، وهذا جعلها تحافظ عليه وعلى حياته من كيد أعدائه حيث كان راسبوتين قد
تعرض لمحاولات اغتيال متعددة .
وبسبب أفعال راسبوتين وجونه وعربدته أصدر رئيس المجمع المسيحي في روسيا بياناً
بأن الدين المسحي برئ من راسبوتين ، وبعد أن شكاه راسبوتين إلى القيصر منحه
القيصسر حرية التصرف مع رئيس المجمع المقدس وفوضه في اعادة تنظيم المجمع
المقدس فقام راسبوتين بطرده من المجمع المقدس ومعه بعض الأعضاء إلى سيبيريا
وعين بدلاً منه أحد أصدقائه الموالين له.
ومرت الأيام ودخل القيصر الروسي ضد ألمانيا على الرغم من أن راسبوتين نصحه بعدم
دخول الحرب وخسرت روسيا كثيرا في تلك الحرب مما جعل القيصر يؤمن ايماناً راسخاً
با راسبوتين قديساً يجب طاعته في كل كلامه.
حاول بعض النبلاء اقناع القيصر بالتخلص من راسبوتين ولكن القيصر رفض ، مما جعل
العديد من النبلاء يتفقون على التخلص من راسبوتين وقتله.
على العائلة المالكة بكاملها عام 1918م .وهكذا انتهت قصة راسبوتين ذلك القديس
الماجن الذي قاد روسيا الى مصير مظلم حيث دخلت روسيا بعد مقتله في حرب أهلية
وكما كانت حياته محيرة فكانت نهايته محيرة حيث تعددت الروايات عن موته مقتولا
ومسموما وغريقاً حيث تم العثور على جثته في أول يناير من عام 1917م في نهر
يغطيه الجليد حيث كانت درجة الحرارة 20 تحت الصفر.