الكشوف الجغرافية وعلاقتها بالحملة الفرنسية على مصر l أصل الحكاية
الكشوف البرتغاليّة كيف ومتى وأين ، وعلاقتها بالحملة الفرنسيّةعلى مصر
تعالى سوياً نتخيَّل شكل خريطة العالم اليوم ، لو لم تحدث حركة الكشوف الجغرافيَّة ، منذ
مايزيد عن خمسمائة عام ، وماشكل العلاقات الدوليّة في العالم الآن ، وماشكل العالم بدون
الولايات المُتحدة الأمريكيِّة وكندا والبرازيل والأرجنتين، وكولومبيا
وأستراليا ؟
وماشكل
العالم بدون منظمة الأمم المتحدة ؟
كل هذه الأسئلة الافتراضيّة الهدف منها أن تشعرعزيزي القارئ بأهمية حركة الكشوف
الجغرافيّة التي نتج عنها اكتشاف قارات العالم الجديد الأربعة ، وهى أمريكا الشماليّة ،
وأمريكا الجنوبيّة " اللاتينية" وقارة أستراليا ، وقارة أنتاركتيكا، وماترتب عن ذلك من
تغيُّر شكل خريطة العالم وعدد دول العالم ، والعلاقات الدوليّة في العالم.
إذاً
تعالى معاً نتعرَّف على أصل الحكاية في الكشوف الجغرافيّة.
لمتابعة أصل حكاية على بك الكبير وأخطر حركة انفصاليّة عن الدولة العثمانية
اضغط على الرابط التالي ( من هُنا )
الأمير هنري الملاَّح ، والسفينة كارافيل
في نهايات النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي، كانت البرتغال تمتلك مدرسة
" خبرات " خاصة بها في البحريّة وخاصة بعد أن تمكن الأوروبيون من تطوير سُفنهم
البحريّة بفضل دمج مواصفات سُفنِهم الضخمة ، مع مواصفات السفن العربيّة الإسلاميّة
وخاصة ميزة أن يكون للسفينة شِراع ، وهذا ما جعل السُفن الأوروبيّة الضخمة تمتلك
القدرة على المُناورة في البحار ، وتزداد سرعتها ، وقد سُميت السفينة الأوروبية الجديدة
التي تجمع بين المواصفات الأوروبيّة والاسلاميّة بإسم " كارافيل
".
وتمكّن الأمير هنري الملاّح بن الملك جون الأول من الوصول إلى سواحل الأطلنطي
الإفريقية على الساحل المغربي عام 1415م حيث تمكن من الاستيلاء على مدينة سبتة
المغربيّة ، وفي عام 1441م تمكّن الأمير هنري من الوصول إلى " كيب بلانك " الرأس
حيث تلتقي المغرب مع موريتانيا، وتمكن قبل وفاته عام 1446م من الوصول إلى ساحل
غانا.
أسباب قيام حركة الكشوف الجغرافيّة على يد البرتغال وأسبانيا
تتعدّد العوامل والأسباب التي أنتجت حركة الكشوف الجغرافيّة ، وبالذات على البرتغال
وأسبانيا ، ولكن يُمكن إيجازها في عدة عوامل.
أولا العامل القومي ، حيث كانت الدول الأوروبيّة في مجال إثبات الذات وإثبات القوة
والتفوق على المسرح العالمي ، وهذا التفوق سوف يتحقّق بقدر ما تستطيع الدولة أن
تمتلكه من مُستعمرات.
ثانياً العامل الاقتصادي ، وبما أن أوروبا كانت على أبواب القرن السادس عشر الميلادي
والدخول في التاريخ الحديث والخروج من العصور الوسطى وظَلامات العصور الوسطى
كان لابد من تخطى الأزمات الاقتصادية والمالية والاحتياج إلى الذهب والتخلص مما
عُرف
باسم " المجاعة النقديّة " .
ثالثاً
العامل الديني، حيث كان المسلمون قد قضوا ثمانية قرون يحكمون شبه جزيرة أيبيريا
" أسبانيا والبرتغال حالياً " ، وقد سماها المسلمون " بلاد الأندلس " فقد تولّدت رغبة عند
أهل تلك البلاد للانتقام من المسلمين الذين جاءوهم من وراء البحار والبلاد وحكموا
بلادهم ثمانية قرون منذ أن بدأ المسلمون فتحها عام 711م ، وتمكنوا من القضاء على
دولة القوط الغربيّين التي كانت تحكم شبه جزيرة أيبيريا.
حيث كان حلم الوصول إلى بلاد الهند للحصول على الذهب والتوابل ، قد اختلط بحلم
الوصول إلى أرض العرب من حث جاءوا والسيطرة على بلادهم وإفساد سيطرتهم
التجارية على المحيط الهندي وبحر العرب ، ونقل هذه السيطرة البحريّة التجارية إلى
الأوروبيين .
الكشوف البرتغاليّة ورأس الرجاء الصالح
لتحقيق كل تلك الأحلام والأهداف كان لابد للبرتغال من استكمال مغامرات الاستكشاف في
المحيط الأطلنطي الذي كان يُسميه الأوروبيون خلال العصور الوسطى " بحر
الظُلمات"
ولم يمض عام 1471م حتى كان البرتغاليّون قد تجاوزوا خط الاستواء ، في طريقهم إلى
الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا ، أو ما سيُعرف بعد باسم "رأ س الرجاء الصالح "
وكانت الرحلات بقيادة " بارثولوميو دياز" قد واجهت عواصف شديدة عند وصولها إلى
طرف افريقيا الجنوبي وعادت إلى البرتغال ، لِتُخبر ملك البرتغال بالقصة وأنهم أطلقوا
على هذا الرأس " رأس العواصف " ولكن ملك البرتغال واستبشاراً بقرب الوصول إلى
الهند ، أطلق ملك البرتغال على طرف إفريقيا الجنوبي " رأس الرجاء
الصالح "
الوصول إلى الهند
لتأتي رحلة الملاَّح الشهير فاسكو دى جاما للوصول إلى الهند، حيث خرج من ميناء لشبونة
البرتغالي ، وصولاً إلى رأس الرجاء الصالح ، وها هو قد وصل إلى الساحل الشرقي
لإفريقيا، ونزل مدينة ماليندي التي تطل على خليج ماليندي على ساحل كينيا " الحالية "
وهناك تقابل مع الملاّح العربي الشهير " أحمد بن ماجد" الذي رافقه حتى أوصله إلى
ساحل الملبار الساحل الغربي للهند عند مدينة " قاليقوت " كلكتا ، وها قد حققت البرتغال
حلم الوصول إلى الهند.
أمريكو فيزبوتش والوصل إلى البرازيل
وهو ملاّح إيطالى قام بالرحلة لحساب البرتغال ، وقد تمكن من الوصول إلى ساحل
المكسيك وجُزر الساحل الشرقى للولايات المتحدة وساحل أمريكا الجنوبية وصولاً في
نهاية الأمر إلى البرازيل عام 1507م ، وقد سُمى العالم الجديد أمريكا نسبة إلى أمريكو
فيزبوتش .
الكشوف الأسبانية والدوران حول الكرة الأرضيّة
كريستوفركولمبس وفكرة الوصول إلى الهند غرباً
وهو ملاّح إيطالى الجنسية ، عندما انتقل إلى البرتغال كان قد إنتشر الإعتقاد بين
الجغرافيين أن الأرض كروية وقد نبتت فى ذهنه فكرة أن الإبحار غرباً عبر المحيط
الأطلسي سوف يؤدى إلى الوصول إلى شواطىء آسيا ( الصين والهند ) ولكن عن
طريق الغرب فأصبح يحلم بالإبحار غرباً عبر المحيط
الأطلسي.
وقد عرض كولمبس فكرته على ملك البرتغال ، بالوصول إلى الهند غرباً عَبْر المحيط
الأطلسي ، ولكن ملك البرتغال وبناءاً على نصيحة مستشاريه رفض فكرة المشروع حيث
كانت البرتغال قد حققت الوصول إلى الهند شرقاً .
فتوجه إلى أسبانيا ، وعرض المشروع على ملكة أسبانيا " إيزابيلا" ولكنها رفضت
المشروع بسبب أن أسبانيا مشغولة الآن في حروبها مع المسلمين لطردهم من بلادها
" بلاد الأندلس " .
ثم عاد بعد أن فرغت من حروبها مع المسلمين ، وقد قبِلت المشروع هذه المرّة ، وقد قام
كولمبس بأربع رحت اكتشف خلالها اكتشف جُزر الأنتيل الكبرى والصغرى وأطلق عليها
سان سلفادور وصل إلى كوبا و وصل إلى هاييتى واكتشف جُزرالدومينكا و جزيرة
سانت كروز وجزيرة بورتوركو
وصل إلى كوبا ووصل إلى جاميكا وجزيرة ترينداد وساحل فينزويلا ، وصولاً إلى
أمريكا الوسطى.
ماجلاّن والدوران حول الأرض
كلّف الإمبراطور الأسبانى شارل الخامس ماجلاّن بالبحث عن الطريق المؤدى إلى الهند
غرباً ، وخرج ماجلان عام 1519م ليبدأ رحلته من مدينة أشبيلية من ميناء سان
لوكار ،واستغرقت رحلة ماجلان ثلاث سنوات من ميناء سان لوكار إلى البرازيل إلى
مضيق ماجلان في الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبيّة ثم العبور إلى المُحيط الهادى "
وماجلاّن هو من أطلق على المُحيط الهادي هذا الاسم ثم الوصول إلى جُزر الفلبين ،
وهناك دخل ماجلاّن وبحّارته مع أهل الفلبّين الذين قتلوه باعتباره
غريباً جاء إلى بلادهم.
ثم يتولى قيادة الرحلة نائبه سباستيان دل كانوعائداً إلى أسبانيا ، الذي مرَّ على جُزر
بورنيو ثم جُزر الملوك ثم جُزر التوابل إلى المحيط الهندي وصولاً إلى رأس الرجاء
الصالح ثم المحيط الأطلسى وصولاً إلى نقطة الانطلاق في أسبانيا ، لتكون رحلة "
ماجلان سباستيان دل كانو " أول اثبات عملي على كروية الأرض" .
الكشوف الجغرافية وظهور حركة الاستعمار
من الجدير بالذكر أن حركة الكشوف الجغرافيّة قد رافقتها الحركة الاستعمارية الأوروبية
في آسيا وإفريقيا والعالم الجديد ، حيث دخلت الدول المُستكشفة في صراع استعماري
استمر لسنوات ، حيث كونت البرتغال امبراطورية استعمارية ، ثم اختفت لتظهر على
الساحة الامبراطورية الاستعمارية الأسبانية ، لتظهر على الساحة دولة صغيرة هى هولندا
لتسيطر على التجارة في المحيط الهادي لفترة وجيزة إلى أن بدأت فرنسا وانجلترا الدخول
في ساحة الاستكشاف والاستعمار.
كيف ظهرت هولندا على ساحة التجارة العالميّة؟
في منتصف القرن السادس عشر الميلادي خضعت الأرض المنخفضة " هولندا حالياً "
للاستعمار الأسباني ، وأصبح الهولنديون من رعايا الملك الأسباني ، وسمح لهم بالتجارة
في المستعمرات الأسبانية ، وانتشر الهولنديون فى كافة أنحاء المستعمرات الأسبانية من
الهند إلى أمريكا اللاتينية ، واحتكروا تجارة البُن والتوابل والقرفة ، واستمر الوضع حتى
ظهرت فرنسا وانجلترا كمنافستين للأسبان ، ودخلت انجلترا حرباً شرسة ضد أسبانيا.
وفي 8 أغسطس 1588 ، أثناء الحرب الانجليزية الأسبانية (1586-1589) ، تمكن
الأسطول البريطاني من توجيه ضربة قوية للأسطول الأسباني الأرمادا، لتبدأ أسبانيا
سلسلة من الانهيارات والانسحاب من الساحة .
ليرث الهولنديين تلك السيطرة ، إلى أن دخلت فرنسا وانجلترا الساحة الاستعماريّة ،
واختفت هولندا كما إختفت البرتغال وأسبانيا.
فرنسا وانجلترا عملاقي الاستعمار
دخلت فرنسا موكب الكشوف الجغرافيّة ،فاتجه ملاحوها إلى أمريكا الشمالية، حيث
أسسوا في كندا مدينتي "كويبك" و"مونتريال"، كما تجهت أنظارهم إلى الهند.
أما انجلترا فقد نجح ملاّحوها وخاصة جون كابوت في اكتشاف اكتشاف أستراليا كما
تحركت انجلترا في اتجاه أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، وأنشأوا شركة ال هند
الشرقيّة البريطانية ، كما فعلت هولندا وفرنسا من قبل ، بتأسيس شركات هندية ،
للسيطرة على الهند.