الجديد

الثورة الفرنسية وعلاقتها بالحملة الفرنسية على مصر l أصل الحكاية

 الثورة الفرنسية وعلاقتها بالحملة الفرنسية على مصر l نابليون والانتقام من انجلترا


الثورة الفرنسية وعلاقتها بالحملة الفرنسية على مصر l أصل الحكاية 

الثورة الفرنسيّة ، أصل الحكاية 


أسرار وتفاصيل وخبايا ونجاحات وإخفاقات ، ثورة شعبيّة انتهت بسيطرة البورجوازية

 التي كانت متحالفة مع طبقة العمال ، ولذلك فهى ثورة اجتماعيّة بامتياز.


الثورة الفرنسيّة من أعظم الثورات في التاريخ ، ويرجع سِر عظمتها إلى نتائجها ، هذه

 النتائج التي لم تقتصر فقط على فرنسا ، بل امتد تأثيرها إلى أوروبا والعالم بأسره.


هل تعلم أن الفرنسيين هم أول شعب ثار على ملِكِه وأعدمه وأعدم زوجته ، في سابقة قد

 تكون نادرة أو مُنعدمة  خلال العصور الوسطى والتاريخ الحديث ، بل وقام بتغيير نظام

 الحكم من مَلكي إلى نظام جمهوري ، كأول شعب في التاريخ الحديث يُطبّق النظام

 الجمهوري  ، ولا يغيب عن اذهاننا أن ملوك أوروبا في العصور الوسطى كانوا يملكون

 جزءاً من القداسة ، التى استمدوها من نظرية التفويض الإلهى.

    

    لمتابعة أصل حكاية محمد على وسقوط الدولة السعوديّة الأولى 

   اضغط على الرابط التالي ( من هُنا


أسباب الثورة

 تتعدَّد أسباب الثورة الفرنسيّة مابين فكريّة واقتصاديّة واجتماعية وسياسيّة ودينيّة ودوليّة

أمّا عن الأسباب الفكريّة فقد كان لفولتير ومنتسكيو وجان جاك روسو أعظم الأثر في

 إعادة ترتيب وصياغة أفكارالمثقفين الفرنسيّن عن حقوق الفرد التي ضيَّعها ملوك فرنسا 

أضف إلى الأسباب الفكريّة العامل الاقتصادي الذي كان له الدور الأكبر في اشتعال

 الثورة


حيث عانت فرنسا من أزمات اقتصاديّة أوصلتها إلى حافة الافلاس حيث كانت الحكومة

 الفرنسية غارقة في الديون وحاولت حل أزمتها المالية من خلال خِطط ضرائب حظيت

 بغضب شعبي. إضافةً إلى ذلك الامتيازات التي كان يتمتع بها رجال الدين والطبقة

 الأرستقراطية.


وازدادت الأوضاع الماليّة سوءاً بسبب الإسراف والبذخ لملوك فرنسا وخاصة الملك

 لويس الرابع عشر الذي كان يُطلق عليه الملك الشمس من عظمة قصوره وحياته

 الشخصيّة.


ثم كانت حروب السنين السبع  في عهد لويس السادس عشر مع انجلترا لتتضُاعف حدّة

 الأزمة الماليّة، وتتفاقم بسبب مساندة فرنسا للشعب الفرنسي في انتفاضته وثورته على

 الاستعمار الانجليزي، ليصل الحال بفرنسا إلى أزمة مستحيلة الحل.


وعبثاً حاول لويس السادس عشر حل الأزمة الماليّة ، ولكن زوجته ماري انطوانيت

 النمساوية الأصل ابنة ماريا تريزا إمبراطورة فرنسا ، كانت أحد عوامل فشله وازدياد

 كراهية الشعب الفرنسي للملك لويس السادس عشر.


وفي محاولة لحل الأزمة الماليّة أمر الملك بإعادة انتخاب مجلس طبقات الأمة " البرلمان

 الفرنسي" لكي يُمرّر من خلاله قوانين بفرض ضرائب على الشعب الفرنسي، المطحون

 والذي يعيش فى حرمان من كل شىء ، وعلى العكس كانت طبقة النبلاء ورجال الدين

 يمتلكون كل شىء ومعهم اعفاء من الضرائب.

 

اشتعال الثورة

 

وبمجرد أن علِم ممثلو الطبقة العامة بنيّة الملك بفرض ضرائب جديدة ، اعتصموا في

 مجلس طبقات الأمة ورفضوا الانصراف ، وأطلقوا على أنفسهم الجمعيّة الوطنيّة ، كإسم

 جديد للبرلمان الفرنسي.


ومع انتشار شائعات بأن الملك استدعى قوات من الجيش للقضاء على الجمعيّة الوطنيّة ،

 قام بتكوين قوات خاصة للدفاع عن الجمعيّة الوطنيّة .


وأصبحت الصورة كالتالي ، الجمعيّة الوطنية تدرس وضع دستور جديد لفرنسا ، والشعب

 الباريسي قد سلّح نفسه للدفاع عن أعضاء الجمعيّة الوطنيّة ، والملك وقصره يمارسون

 العنف ضد الثورة الشعبية.


سقوط سجن الباستيل

 في خضَم هذه الفوضى تمكن الشعب الباريسي يوم 14 يوليو السيطرة على مخازن

 السلاح والذخيرة الموجودة داخل قلعة الباستيل " سجن الباستيل" الذي كان رمزاً للظلم

 والاضطهاد ، والتي كان يُنظر إليه كرمز للسلطة الملكية  الظالمة المُستبدّة ،  وبعد عدة

 ساعات من القتال، سقط السجن بعد ظهر ذلك اليوم بأيدي الثُّوار.


 وعلى الرغم من طلب وقف إطلاق النار من قِبل الحكومة، إلا أن مجزرة قد وقعت بشكل

 متبادل بين كلا الطرفين خلال عملية الاقتحام، أيضاً فإن محافظ السجن ماركيز دي

 برنارد قُتل، وقطع رأسه ووضع على رمح، وسار المتظاهرون به في شوارع المدينة.


دستور جديد وإعلان حقوق الانسان المواطن الفرنسي

 

سارت الجمعيّة الوطنية في طريقها لوضع دستور جديد في فرنسا ، وحتى يتم وضع

 الدستور ، تسارعت المشاهد والأحداث وفقدت الملكيّة الفرنسيّة احترامها في نفوس

 وعقول الشعب الفرنسي.


وفرض الشعب الفرنسي رقابة مُشدَّدة على الملك وزوجته وعائلته، حتى اصبح شبه

 معتقل أو مانطلق عليه الآن تحديد إقامة ، أو إقامة جبريّة ، ثم إنتقل الشعب الفرنسي

 للهجوم على النبلاء والأغنياء حيث هاجموا قصورهم وأرضيهم ومزارعهم ، مما اضطر

 غالبيتهم إلى الهروب خارج فرنسا، ليلعبوا دوراً هاما في تأليب الدول الأوروبية الكبرى

 ضد الثورة الفرنسية ، وخاصة بروسيا " ألمانيا " وامبراطورية النمسا.


وفي النهاية نجحت الجمعية الوطنيّة في انجاز الدستور بتاريخ 14 سبتمبر 1791م ،

 وتشكلت محلها جمعيّة تشريعيّة تزعمها الجيروند المتطرفون البرجوازيون وهم أعداء

 النظام الملكي ، وأنصار للنظام الجمهوري .

 

معركة فالمي  وانتصار جيش الثورة وإعدام الملك

 ونتيجة لنجاحات الثورة ، بدأت المخاوف تزيد لدى ملوك أوروبا ، مما جعل بروسيا

 تهاجم فرنسا وتنتصر انتصاراً ولكنه غير حاسم ، إلى أن انتصر الجيش الفرنسي في

 معركة فالمي ، وهى معركة حاسمة في تاريخ الثورة الفرنسية ، لأنها حمت الثورة

 وأفكارها من السقوط .


وكان التدخل العسكري البروسي عاملاً حاسماً في سقوط الملكيّة الفرنسية ، حيث 

تم إلغاء الملكيّة ، وإعلان النظام الجمهوري ، وتم إعدام الملك لوي السادس عشر بتاريخ 

21 يناير 1793م.

   

لجنة الأمن العام ودانتون وعهد الإرهاب

 

دخلت فرنسا بعدها فى فترة سنيت بعد الارهاب ، بعد ان تزعم الأمور زعيم المتطرفين

 دانتون ، وتوالت الإعدامات وخلف دانتون في الزعامة روبسبير، واستمر عهد الارهاب

ولم يتم وضع نهاية لتلك الدومية إلا بعد أن إطمأنت فرنسا لزوال الخطر الخارجي.

 

بريطانيا تُراقب من بعيد والنمسا تتحفّز

خلال مرحلة عهد الارهاب سيطرت فرنسا على بلجيكا ونهر الشلدت ، وكانت بريطانيا

 تراقب الأحداث من بعيد ، طالما كانت الأحداث بعيدة عن شخصية بريطانيا ومصالحها .

 

بريطانيا تتدخل وتُعلن الحرب على فرنسا


كان ظاهرياً يبدوأن انجلترا أعلنت الحرب على فرنسا بسبب انزعاجها من إعدام الملك

ولكن الحقيقة هى أن انجلترا انزعجت عندما فتحت فرنسا نهر الشلدت للتجارة ،وهذا يُهدد

 النشاط التجاري لميناء لندن الانجليزي.


وأصبحت فرنسا في حرب ضد انجلترا والنمسا وبروسيا، وبسبب تلك الضغوط الخارجيّة

 والداخلية وقع انقلاب ناجح عُرف باسم " انقلاب ترميدور" قضى على روبسبير وأنتج

 حكومة الإدارة .

 

ظهور نابليون بونابرت


 في عهد حكومة الإدارة تصالحت فرنسا مع بروسيا، وتحالفت هولندا مع فرنسا ، وقامت

أسبانيا بالانسحاب من المواجهة وتنازلت عن جزيرة لفرنسا .

وبقيت انجلترا والنمسا في مواجهة فرنسا والثورة ، وكانت الظروق تقتضي ظهور قائد

 فرنسي فذ وشجاع يستطيع تنفيذ أهداف حكومة الإدارة فكان نابليون بونابرت، وكانت

الضرورة تقتضي إما الهجوم على بريطانيا ، أوعلى النمسا.


ولكن الضرورة الجغرافيّة المُتمثّلة في بحر المانش الذي يفصل فرنسا عن انجلترا،

 والعسكريّة المُتمثلة في امتلاك انجلترا أسطول بحري حربي كبير ، منعت تلك

 الضرورات والعوامل نابليون في التفكير في ضرب انجلترا في عُقر دارها.


فتوجهت الجيوش الفرنسية إلى إيطاليا التي تحكمها وتملكها الامبراطوريّة النمساويّة،

 وتمكنت الجيوش الفرنسيذة بقيادة نابليون بونابرت من هزيمة الجيوش النمساويّة 

والجيش البابوي، وامتلكت فرنسا إيطاليا.

 

الاتجاه إلى مصر


وبعد أن تأكدت فرنسا من عد قدرتها على ضرب انجلترا في عُقر دارها، توجهت الأنظار

 إلى الشرق حيث لانجلترا مصالح وتواجد اقتصادي ، فكان التفكير في  تكوين مستعمرة

 فرنسيّة في مصر ، والاستيلاءعلى البحر الأحمر ، والتواصل مع القوى الهنديّة

 المناهضة والكارهة للتواجد الانجليزي في الهند ، وبذلك تكون فرنسا قد تمكنت من

 ضرب انجلترا خارج أراضيها .


هذا هو أصل الحكاية .

 




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -